للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلوا سيوف البغي من أغمادها ... وسعوا بها في ذلة وهوان

واستبدلوا بعد الدراسة والهدى ... بالقدح في صحب وفي إخوان

صرفوا نصوص الوحي عن أوضاعها ... وسعوا بها في زمرة العميان

فتحوا الذرائع والوسائل للتي ... يهوي هواها عابد الصلبان

وسعوا بها في كل مجلس جاهل ... أو مشرك أو أقلف نصراني

وقضوا بأن السير نحو ديارهم ... في كل وقت جائز بأمان

لم يفقهوا معنى النصوص ولم يعوا ... ما قال أهل العلم والعرفان

ما وافق الحكم المحل ولا هو اسـ ... ـتوفى الشروط فصار ذا بطلان

فادرأ بها في نحرهم تلقى الهدى ... وارجمهو بثواقب الشهبان

واقعد لهم في كل مقعد فرصة ... واكشف نوابغ جهلهم ببيان

حتى يعود الحق أبلج واضحًا ... يبدو سنا للسالك الحيران

وقضوا بأن العهد باق للذي ... ولي الولاية شيعة الشيطان

تبا لهم من معشرٍ قد أشربوا ... حب الخلاف ورشوة السلطان

وقضوا له بالجزم أن متابه ... قد هد ما أعلى من البنيان

وطلابه للأمر والحرب الوبي ... فعلى طريق العفو والغفران

آخر:

نَموتُ جَمِيعًا كُلُّنا غَيرَ مَا شَكٌ ... وَلاَ أحَدٌ يَبْقَى سِوَى مَالِكِ المُلْكِ

أيَا نَفْسُ أنْتِ الدهر في حَالِ غَفْلَةٍ ... ولَيسَتْ صُرُوف الدهرِ غَافِلَةً عَنْكِ

أيَا نَفْسُ كَمْ لِي عَنْكِ مِن يَوم صَرْعَةٍ ... إلى الله أشْكُو مَا أعالجُهُ مِنْكِ

أيَا نَفْسُ إنْ لَمْ أبْكَ مِمَّأ أخَافُهُ ... عَلِيكِ غَدًا عِنْدَ الحِسَابِ فَمَنْ يَبْكِي

أيَا نَفْسُ هَذِي الدَّارُ لاَ دَارُ قلعَةٍ ... فلا تَجْعَلِنَّ القَصْدَ في مَنْزِلِ الإِفكِ

أيَا نَفْسُ لا تَنْسَي عن اللهِ فَضْلهُ ... فَتأييدُهُ مُلْكِي وخِذْلاَنُهُ هُلْكِي

<<  <  ج: ص:  >  >>