للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَمَعُوا فَما انْتَفَعُوا بِذاكَ وأَصْبَحوا ... وهُمُ بِما اكْتَسَبُوا هُناكَ رَهائِنُ

لَوْ قَدْ دُفِنْتَ غَدًا وأَقْبَلَ نافِضًا ... كَفَّيْهِ عَنْكَ مِنَ التُّرابِ الدّافِنُ

لَتَشاغَلَ الوُرّاثُ بَعْدَكَ بالَّذي ... وَرِثوا وأَسْلَمَكَ الْوَلِيُّ الْباطِنُ

قارِنْ قَرِينَكَ واسْتَعِدَّ لِبَيْنِهِ ... إنَّ الْقَرِينَ مِنَ الْقَرينِ مُبايِنُ

والْبَسْ أخاكَ فإِنَّ كُلَّ أخٍ تَرى ... فَلَهُ مَساوٍ مَرَّةً ومَحاسِنُ

وقال أيضًا:

ايتِ الْقُبورَ فَنادِها أصْواتَا ... فَإِذا أَجَبْنَ فَسائِلِ الأَمْواتَا

أيْنَ الْمُلوكُ بنَو الْمُلوكِ فَكُلُّهُمْ ... أَمْسى وَأَصْبَحَ في التُّرابِ رُفاتَا

كَمْ مِنْ أَبٍ وَأَبي أَبٍ لَكَ بيْنَ أطْـ ... ـباقِ الثَّرى قَدْ قيلَ كانَ فَماتا

وَالدَّهْرُ يَوْمٌ أنْتَ فيه وَآخَرٌ ... تَرْجوهُ أوْ يَوْمٌ مَضَى لَكَ فاتا

هَيْهاتَ إنَّكَ لِلْخُلودِ لَمُرْتَجٍ ... هَيْهاتَ مِمَّا تَرْتَجي هَيْهاتا

ما أسْرَعَ الأَمْرَ الَّذي هُوَ كائِنٌ ... لابُدَّ مِنْهُ وَأقْرَبَ الْميقاتا

وقال أيضًا:

ألَيْسَ قَريبًا كُلُّ ما هُوَ آتِ ... فَما لي وَما لِلشَّكِّ والشُّبْهاتِ

أُنافِسُ في طيبِ الطَعامِ وَكُلُّهُ ... سَواءٌ إذا ما جاوَزَ اللَّهَواتِ

وَأسْعى لِما فَوْقَ الْكَفافِ وَكُلَّما ... تَرَفَّعْتُ فيهِ ازْدَدْتُّ في الْحَسَراتِ

وأطْمَعُ في الْمَحْيا وعَيْشِيَ إِنَّما ... مَسالِكُهُ مَوْصولَةٌ بِمَماتِ

ولِلْمَوْتِ داعٍ مُسْمِعٌ غَيْرَ أَنَّني ... أرى النّاسَ عَنْ داعيهِ في غَفَلاتِ

فَللَّهِ عَقْلي إِنَّ عقْلي لَناقِصٌ ... ولَوْ تَمَّ عَقْلي لاغْتَنَمْتُ حَياتي

وَللهِ نَفْسي إنَّها لَبَخيلَةٌ ... عَلَيِّ بِما جادَتْ بِهِ لأُولاتٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>