للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر:

خَرَّبْتَ دَارَ مُقَامٍ كُنْتَ تَنْزلُهَا ... فَمَا عَمَرْتَ دِيارَ الهُوْنِ والحِلَلاَ

فاليَوْمَ تَخْلَعُ مَا عَاليْتَ مِن حُللٍ ... إذْ لَمْ تُظَاهِرْ مِنَ التَّقْوَى بِهَا حُلَلاَ

لا تَحْجِبُ الموتَ ما أرسَلْتَ مِن حُجُبٍ ... ولا يُكَلُ وإنْ كَلِلْتَهَا كللاَ

يا جَامِدَ الدَّمْعِ لَوْ أَنْصَفْتَ كُنْتَ حَرِيْ ... إنْ تجْرِيَ الدْمَعَ لا أن تُجرِيَ الغَلَلاَ

لا تَفْرَحَنَّ بِمَا أوتَيْتَ مِنْ سَعَةٍ ... فَهْيَ الغُلُولُ وإنْ سَمَّيْتَهَا غَلَلاَ

ولَوْ دَفَعْتَ بِنَفْسٍ أنْتَ مُهْلِكُهَا ... أوْرَدتَّهَا نَهَلاً في الأجْرِ بَلْ عَلَلاَ

أمَا وَرَبِّكَ والأوزَارُ عاثِرَةٌ ... لَقَدْ تَجَلْتَ ذَنْبًا فَادِحًا جَلَلاَ

ماذا يَرُوْقُكَ مِن دَارِ كَأنَّكَ قَدْ ... أصْبَحْتَ تمثْلُ في أطْلاَلِهَا طَلَلاَ ...

بَلْ كَيْفَ يَثْبُتُ مَنْ زَلَّتْ بِهِ قَدَمٌ ... عَلى الصِّراطِ ومَا أنْ يَحْملَ الزَّلَلاَ

أمْ كَيْفَ تَرْفَعُ مُخْتَلاًّ تُقَدِمُهُ ... إلى بَصِيْرٍ بِهِ لا يَقْبَلُ الخَلَلاَ

قال رحمه الله:

ألَمْ تَرَ أنَّ الْحَقَّ أَبْلَجُ لائِحُ ... وأنَّ لَجاجاتِ النُّفوسِ جَوائِحُ

إذا الْمَرْءُ لَمْ يَكْفُفْ عَنِ النّاسِ شَرَّهُ ... فَلَيْسَ لَهُ ما عاشَ مِنْهُمْ مُصالِحُ

إذا كَفَّ عَبْدُ اللهِ عَمّا يَضُرُّهُ ... وأكْثَرَ ذِكْرَ اللهِ فالْعَبْدُ صالِحُ

إذا الْعَبْدُ لَمْ يَمْدَحْهُ حُسْنُ فَعالِهِ ... فَلَيْسَ لَهُ والْحَمْدُ للهِ مادِحُ

إذا ضاقَ صَدْرُ الْمَرْءِ لَمْ يَصْفُ عَيْشُهُ ... وما يَسْتَطيبُ الْعَيْشَ إلا المْسُامِحُ

وبَيْنا الْفَتى والْمُلْهِياتُ يُذِقْنَهُ ... جَنَى اللَّهْوِ إِذْ قامَتْ عَلَيْهِ النَّوائِحُ

وإِنَّ امْرَءًا أصْفاكَ في اللهِ وُدَّهُ ... وكانَ عَلى التَّقْوى مُعينًا لَصالِحُ

وإِنَّ ألَبَّ الناسِ مَنْ كانَ هَمُّهُ ... بِما شَهِدَتْ مِنْهُ عَلَيْهِ الْجَوارِحُ

<<  <  ج: ص:  >  >>