للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هُو الموتُ الذي لا بُدَّ منه ... سَوَاءً بالقُصَورِ أو المَفَازِي

تُقَدِّرْ وَيكَ أنكَ منه نَاجٍ ... وَإنَّكَ في حَبَائِلِهِ لَنَازِي

وما الإِنْسانُ مَهْمَا حَادَ عَنْهُ ... سِوَى عُصُفُورَةٍ في كَف بَازِ

آخر:

يَوَدُّ الفَتَى طُولَ البَقَاءِ وطُولُهِ ... يُوَرِّثُهُ ثُكْلَ الأَحِبَّةِ والبَدَنْ

وَأَيُّ اغْتِبَاطٍ في حَيَاةِ مُرَزَّءٍ ... يَرُوحُ عَلى بَثٍ ويَغْدُو عَلى شجنْ

زِيَادَتُهُ نَقْصٌ وَجِدَّتُهُ بِلَى ... وَرَاحَتُهُ كَرْبٌ وهُدْنَتُهُ دَخَنْ

إذَا فوَّقَ السَّهمُ المصِيبُ فَقَلْبُهُ ... ومَنْ صَانَ فِيه مِن أعِزَّتِهِ مِجَنْ

فَيَا عَجَبًا لِلْمَرْءِ يَلْتَذُّ عِيشَةً ... مُنَغَّصَةً لُزَّتْ مَعَ الموتِ في قَرَنْ

أرَى كُلَّ حَيٍّ لِلْمَنِيَّةِ حَامِلاً ... فَيَا وَيحَهُ مِمَّا تَحَمَّل واحْتضَنْ

وإنَّ الفَتَى تِرْبُ الحَوادِثٍ ناشئًا ... وكَهلاً ولكِنَّ الشَّقِىَ مَنِ اسْتَشَنْ

ونُلْدَغُ من جُحْرٍ مِرَارًا فَنَغْتَرِي ... كَأنَّ لُعَابَ القاتِلاتِ سَقِيطُ مَنْ

ولَو دَرَتِ الأنْعَامُ وهْيَ رَوَاتِعٌ ... مِن الموتِ مَا نَدْرِي لما رَأَتِ السِّمَنْ

فَكَيفَ بِهذا الخَطْبِ نامَتْ عُيُونُنَا ... وأيسَرُهُ ذَاد القطَاةَ عن الوَسَنْ

وَأودَعَ حَيَّاتَ اللِّصَابِ لِصَابَهَا ... وَرَفَّعَ سِرْبَ العُصْمِ فَوقَ ذُرَى القَنَنْ

وَلَمْ أرَى مِثْلَ المَوتِ حقًا كَبَاطِلٍ ... وَكُلٌ فَيَاللهِ بالموتِ مُرْتَهَنْ

أإخْوانَنَا والحَشْرُ أدْنَى لِقَائِكُمْ ... سَلاَمٌ تَقَدَّمْتُمْ ونَحْنُ على السُنَنْ

أإخْوانَنَا لَمْ يَبْقَ إلا تَحَّيةً ... أزُورُ بهَا تِلْكَ المَعَاهِدِ والدِّمَنْ

أإخْوَانَنَا هَلْ تَسْمَعُونَ تَحِيَّتِي ... ودُونَكُمُ مَا يَحْجِبُ السِّرَ والعَلَنْ

آخر:

قَضَاءٌ مِن الرحمنِ لَيسَ لَهُ رَدُّ ... وسَكْرَتُ مَوتٍ لَيسَ من وِرْدِهَا بُدُّ

وكأسٌ أدَارَتْهَا يَدُ العَدْلِ بَينَنَا ... فَيَشْرَبُهَا المَولَى كَمَا يَشْرَبُ العَبْدُ

سَقَتْ أُمَّ عَمْرٍو والذينَ سَقَتْهُمُوا ... دِرَاكًا وَكَانْتَ لاَ يُنْهْنِهُها الصَّدُّ

<<  <  ج: ص:  >  >>