للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَتَجاوَبْنَ بِالرَّنينِ وَيَذْرِفْـ ... ـنَ دُموعًا تَفيضُ فَيْضَ الْمَزادِ

أَيُّ يَوْمٍ نَسيت يَوْم التَّلاقي ... أيّ يَوْمٍ نَسيت يَوْم التَّنادِي

أَيُّ يَوْمٍ يَوْمُ الْوْقوفِ إلى اللهِ ... ويَوْمٌ الْحِسابِ والإِشْهادِ

أَيُّ يَوْمٍ يَوْمُ الْمَمَرِّ على النّا ... رِ وأَهْوالِها العِظامِ الشِّدادِ

أَيُّ يَوْمٍ يَوْمُ الْخَلاصِ مِنَ النّا ... رِ وهَوْلِ الْعَذابِ والأَصْفادِ

كَمْ وكَمْ في الْقُبورِ مِنْ أهْلِ مُلْكٍ ... كَمْ وكَمْ في الْقُبورِ مِنْ قُوّادِ ...

كَمْ وكَمْ في الْقُبورِ مِنْ أهْلِ دُنْيا ... كَمْ وكَمْ في الْقُبورِ مِنْ زُهّادِ

لَوْ بَذَلْتُ النًُّصْحَ الصَّحيحَ لِنَفْسي ... لَمْ تَذُقْ مُقْلَتايَ طَعمَ الرُّقادِ

لَوْ بَذَلْتُ النًُّصْحَ الصَّحيحَ لِنَفْسي ... هِمْتُ أُخْرى الزَّمانِ في كُلِّ وادٍ

بُؤسَ لي بُؤسَ مَيِّتًا يَوْمَ أُبكى ... بيْنَ أَهلي وحاضِرِ الْعُوادِ

كَيْف أَلْهو وكَيْفَ أَسلو وأنْسى الْـ ... ـمَوْتَ والْمَوْتُ رائِحٌ بي وَغادِ

أيُّها الوْاصِلي سَتَرْفُضُ وَصْلي ... عَنْكَ لَوْ قَدْ أُذِقتَ طَعْمَ افْتقِادي

يا طَويلَ الرُّقادِ لَوْ كُنْتَ تَدْري ... كُنْتَ مَيْتَ الرُّقادِ حَيَّ السُّهاد

وقال رحمه الله تعالى:

أَلا كُلُّ مَوْلودٍ فَلِلْمَوْتِ يُولَدُ ... ولَسْتُ أَرى حَيًّا لِشَيْءٍ يُخَلِّدُ

تَجَرَّدْ مِنَ الدُّنْيا فَإنَّكَ إنَّما ... سَقَطْت إلى الدُّنْيا وأنْتَ مُجَرَّدُ

وأفْضَلُ شَيْءٍ نِلْتَ مِنها فإنَّهُ ... مَتاعٌ قَليلٌ يَضْمَحِلُّ ويَنْفَدُ

وكَمْ مِنْ عَزيزٍ أذْهَبَ الموتُ عَزَّهُ ... فَأصْبَحَ مرحومًا وقَدْ كانَ يُحْسَدُ

فَلا تَحْمَدِ الدُّنيا ولكِنْ فَذُمَّها ... وما بالُ شَيْءٍ ذَمَّهُ اللهُ يُحْمَدُ

وقال أيضًا:

تَبَارَكَ مَنْ فَخْري بأنَّي لَهُ عَبْدُ ... وسُبْحانَهُ سُبْحانَهُ ولَهُ الْحَمْدُ

<<  <  ج: ص:  >  >>