للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كل مدرع منا ومترس)

دنست دينك بالأدنى فأركسه ... وقمت تحوي من الدينار أرجسه

ولا تبالي بما للدين دنسه ... (ما بال دينك ترضى بأن تدنسه

وثوب جسمك محفوظ من الدنس)

طاوعت نفسك والشيطان أهلكها ... حتى أراها الهوى العاتي مهالكها

أضللت نهجا من كان سالكها ... (ترجو النجاة ولا تسلك مسالكها

إن السفينة لا تمشي على اليبس)

وقال رحمه الله:

كثيرُ الوَرَى مالُوا وقَدْ رَفَضُوا الأُخْرَا ... إلىَ هَذِي الدُنيا الدَّنِيةِ والضَّرْا

وجُلُّهُمُو لاَهٍ بِهَا مُتَغَافِلٌ ... ولَيسَ لَهُم نَاهٍ فَيَأْطُرَهُمْ أَطْرَا

ومنَ نَالَ مَالاً مِنْهُمُو مَالَ خَدُّهُ ... مِن الكِبْرِ يَمْشِي مِشْيَةً مَرِحًا صَعْرَا

تَكَبَّرَ مِن جَهْلٍ وخَالَ بأنّهُ ... عَظِيمٌ ولم يَخْشَ العِقَابِ الذِي يُدْرَا

فَيَا ويحَهُ لَو كَانَ يَعْرِفُ رَبَّهُ ... تَواضَعَ لِلْمَولَى ولَمْ يَرْتضِ الكِبْرَا

ومَا العِزُّ إلاَّ فِي التَّواضُع يَا فَتَى ... وفِي الكِبْرِ ذِلٌ والذِي فَلَقَ البَحْرَا

وفي سُورَةٍ لِلْمُؤْمِنينَ أيَحْسَبُوا ... لِمَوعِظةٍ فاسْمَعْ لَهَا حِينَ ما تَفْرَا

وغَالبهُم مَنْعٌ وهَاتِ ومَا لَهُم ... سِوَى هَاتِ مِن هَمٍّ وَمَنْعُهُمُو التبْرَا

وقدْ أعْرَضُوا عن نَهْيِهم لِمَناكِرٍ ... لِحظٍ خَسِيسِ زَائِلٍ يَا لَهَا كِبْرَا

إذَا قِيلَ هَذَا مُنْكَرٌ صَمَّمُوا عَلَى ... سُكُوتٍ وقالُوا لا نُطِيقُ لَها نُكْرَا

وإنْ قِيلَ هَذَا دِرْهَمٌ رَكَضُوا لَهُ ... وفَلُّوا بُنُودًا فِي حُصُولٍ لَهُ قَسْرَا

فَهُمْ يَخْتُلُوا الدُنْيَا بِدِينِهِمُو وَلاَ ... لَهُم زَاجِرٌ مِنهم فَيَزْجُرُهُم زَجْرَا

فَيَا نَاهِجًا نَهْجًا لِذاكَ أفِقْ أفِقْ ... ويَا جَامِعَ الأمْوَالِ أوعَيتهَا جَمْرَا ...

سَتُكْوَى جِبَاهٌ والجُنُوبُ بِهَا وفِي ... ظُهُورٍ لَهُمْ حَقًا نَجِد إنْ تَسَلْ خُبْرَا

<<  <  ج: ص:  >  >>