للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غَداةَ كَأنَّ جَمْعُهُمْ حِرَاءٌ ... بَدَتْ أركَانُه جَنْحَ الغُروب

فلاقَينَاهُم مِنّا بِجَمْعٍ ... كَأُسْدِ الغَابِ مُرْدَانٍ وشِيب

أمَامَ مُحمَّدٍ قَدْ وَازَرُوهُ ... عَلَى الأعْدَاءِ في لَفْحِ الحُروب

بأيَديهم صَوَارِمُ مُرْهَفاتٌ ... وكُلُّ مجَرِّبٍ خَاطِي الكُعُوب

بَنُو الأوسِ الغَطَارِفِ وَازَرَتْهَا ... بَنُو النَّجَارِ في الدِّينِ الصَّلِيب

فَغَادَرْنَا أبَا جَهْلٍ صَرِيعًا ... وَعُتْبَةَ قَدْ تَركْنَا بالجُبُوب

وَشْيبَةَ قَدْ تَركْنَا في رِحَالٍ ... إذَا نَسَبُوا ذَوِي حَسَبٍ حَسِيب

يُنَادِيهم رَسُولُ اللهِ لَمَّا ... قَذَفْنَاهُم كَبَاكِبَ في القَلِيب

وقالت صفية بنت عبد المطلب تبكي أخاها حمزة بن عبد المطلب:

أَسَائِلةٌ أصْحَابَ أُحْدٍ مَخَافَةً ... بَنَاتُ أبِي مِن أعَجمٍ وخَبِيرِ

فَقَال الخيبرُ إنَّ حَمزةَ قد ثَوى ... وزْيرَ رسولِ الله خَير وَزَيرِ

دَعاهُ إلهُ الحقِ ذُو العرشِ دَعْوةً ... إلَى جَنَّةٍ يَحْيا بِهَا وسُرُورِ

فذلِكَ مَات كَنا نُرجِّى ونَرتَجِي ... لِحمزةَ يومَ الحشرِ خَيرَ مَصِيرِ ...

فوَ الله لا أنسَاكَ ما هبَّتِ الصبَّا ... بُكَاءَ حزِينٍ مَحضَرِي ومَسْيِريِ

عَلَى أَسَدِ اللهِ الذي كَانَ مُدْرَها ... يَذُودُ عن الإِسلامن كُلَّ كَفُورِ

فَيا ليتَ شُلْوِي عند ذَاكَ وأعْظُمِي ... لَدَى أصْبُعٍ تَعتَادُنِي ونُسُورِ

أقُولُ وقد أعْلَى النَّعيُ عَشِيرِتِي ... جَزَى اللهُ خَيرًا مِن أخٍ ونَصِيرِ

وقال كعب بن مالك يبكي حمزة بن عبد المطلب:

طَرَقْتْ هُمُومُكَ فالرُقَادُ مُسَهِّدُ ... وجَزِعْتَ أنْ سُلِحَ الشبابُ الأغْيَدُ

ودَعَتْ فَؤادَكَ لِلهَوى ضمرية ... فَهَواكَ غُورِيٌّ وصَحْوُكَ مُنَجِدُ

فَدَعِ التَّمارِيَ في الغِوايَةِ سَادِرًا ... قَدْ كُنْتَ في طَلَب الغِوَايَةِ تُفْنِدُ

<<  <  ج: ص:  >  >>