للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُعْنَى بِمَا تُكْفَى وتَتْرُكُ مَا بِهِ ... تُعَنَّى كَأنَّكَ لِلْحَوَادِثِ آمِنُ

أو مَا تَرى الدُنيا ومَصْرَعَ أهْلِهِا ... فاعْمَلْ لِيومِ فِراقِهَا يَا خائِنُ

واعْلَمْ بأنَّكَ لا أبَا لَكَ في الذي ... أَصْبَحْتَ تَجْمَعُهُ لِغَيرِكَ خَازِنُ

يا عامِرَ الدُنَيا أَتَعْمُرُ في الذي ... لم يَبْقَ فِيه مَعَ المنيَّةِ سَاكِنُ

المَوتُ شيءٌ أنْت تَعْلَمُ أنهُ ... حَقٌ وأنْتَ بِذِكْرِهِ مُتَهَاوِنُ

إنَّ المَنِيَّةَ لا تُؤَامِرُ مَنْ أَتَتْ ... في نَفْسِهِ يَومًا ولا تَسْتَأذِنُ

انْتَهَى

آخر:

وفي دُونِ ما عَايَنْتَ مِن فَجَعَاتِهَا ... إلى دَفْعِهَا دَاعٍ وبالزْهُدِ آمِرُ

وَتَعَلَّقَتْ فِيكَ الخُصُومُ وَأَنْتَ فِي ... يَومِ الحِسَابِ مُسَلْسَلٌ مَجْرُورُ

وَتَفَرَّقَتْ عنكَ الجُنُودُ وَأَنْتَ فِي ... ضِيقِ القُبُورِ مُوَسَّدٌ مَقْبُورُ

وَوَدِدْتَ أنَّكَ مَا وَلِيتَ وَلاَيَةً ... يَوَمًا ولا قَالَ الأنامُ أمِيرُ

وَبَقِيتَ بَعْد العِزِ رَهْنَ حَفِيرَةٍ ... فِي عَالَمِ المَوتَى وَأَنْتَ حَقِيرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>