للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نَحْنُ في دارِ بَلاءٍ وأذًى ... وشَقاءٍ وعَناءٍ وعَنَتْ

مَنْزِلٌ ما يَثْبُتُ الْمَرْءُ بِهِ ... سالِمًا إِلاّ قَليلاً إنْ ثَبَتْ

بَيْنَما الإِنْسانُ في الدُّنْيا لَهُ ... حَرَكاتٌ مُسْرِعاتٌ إذْ خَفَتْ

أَبَتِِ الدُّنْيا على سكانها ... في البلى والنقص إلا ما أتت

إنما الدنيا متاع بلغة ... كَيْفَما زَجَّيْتَ في الدُّنْيا زَجَتْ

رَحِمَ اللهُ امْرَءًا أنَصَفَ مِنْ ... نَفْسِهِ إذْ قالَ خَيْرًا أوْ صَمَتْ

وقال أيضًا:

الْحَمْدُ للهِ اللَّطيفِ بِنا ... سَتَرَ الْقَبِيحَ وَأظْهَرَ الْحَسَنا

ما تَنْقَضِي عَنَّا لَهُ مِنَنٌ ... حَتّى يُجَدِّدَ ضِعْفَها مِنَنا

فَلَوِ اهْتَمَمْتُ بِشُكْرِ ذاكَ لَما ... أصْبَحْتُ بِالَّلذَّاتِ مُفْتَتَنا

أَوْطَنْتُ دارًا لا بَقاءَ لهَا ... تَعِدُ الْغُرُورَ وَتُنْبِتُ الدَّرَنا

ما يَسْتَبِينُ سُرورُ صاحِبِها ... حَتّى يَعودَ سُرورُهُ حَزَنا

عَجَبًا لهَا لا بَلْ لِمُوطِنِها الْـ ... ـمَغْرورِ كَيْفَ يَعُدُّها وَطَنا

بَيْنا الْمُقِيمُ بِها عَلى ثِقَةٍ ... في أهْلِهِ إِذْ قيلَ قَدْ ظَعَنا

وقال:

رُوَيْدَكَ لا تَسْتَبْطِ ما هُوْ كائِنٌ ... أَلاَ كُلُّ مَقْدُورٍ فَسَوْفَ يَكونُ

سَتَذْهَبُ أَيَّامٌ سَتَخْلُقُ جِدَّةٌ ... سَتَمْضي قُرونٌ بَعْدَهُنَّ قُرونُ

سَتَدْرُسُ آثارٌ وَتَعْقبُ حَسْرَةٌ ... سَتَخَلُو قُصورٌ شُيِّدَتْ وَحُصونُ

<<  <  ج: ص:  >  >>