للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غَدَّى الأَنامَ وَعَشَّاهُمْ فَأوْسَعُهُمْ ... وَفَضْلُهُ لِبُغاةِ الْخَيْرِ مَبْذُولُ ...

يا طالِبَ الْخَيْرِ أَبْشِرْ وَاسْتَعِدَّ لَهُ ... فَالْخَيْرُ أجْمَعُ عِنْدَ اللهِ مَأْمولُ

وقال رحمه الله تعالى:

أيا عَجَبا لِلناسِ في طُولِ ما سَهَوْا ... وَفي طُولِ ما اغْتَرُّوا وَفي طُولِ ما لهوا

يَقولُونَ نَرْجُو اللهَ دَعْوى مَريضةً ... وَلَوْ أنَّهُم يَرْجُونَ خافُوا كَمَا رَجَوْا

تَصابى رِجالٌ مِنْ كُهُولٍ وَجِلَّةٍ ... إلى اللَّهْوِ حَتّى لا يُبالُونَ ما أَتَوْا

فَيا سَوْءَتا لِلشَّيْبِ إذْ صارَ أهْلُهُ ... إذا هَيِّجَتْهُمْ لِلصِّبا صَبْوَةٌ صَبَوْا

أَكَبَّ بَنُو الدُّنْيا عَلَيْها وَإِنَّهُمْ ... لَتَنْهاهُمُ الأيَّامُ عَنْها لَوِ انْتَهَوْا

مَضى قَبْلَنا قَوْمٌ قُرُونٌ نَعُدُّها ... وَنَحْنُ وَشِيكَا سَوْفَ نَمْضي كَمَا مَضَوْا

ألا في سبيلِ اللهِ أيُّ نَدامَةٍ ... نَمُوتُ كَمَا ماتَ الأُلى كُلَّما خَلَوْا

وَلَمْ نَتَزَوَّدْ لِلْمَعادِ وَهَوْلِهِ ... كَزادِ الَّذِينَ اسْتَعْصَمُوا اللهَ وَاتَّقَوْا

ألا أيْنَ أَيْنَ الْجَامِعُونَ لِغَيْرِهِمْ ... وما غَلَبُوا غَشْمًا علَيْهِ وما احْتَوَوْا

وقال أيضًا:

مَتى تتَقَضّى حاجَةُ الْمُتَكَلِّفِ ... ولا سِيَّما مِنْ مُتْرَفِ النَّفْسِ مُسْرِفِ

طَلَبْتُ الْغِنى في كُلِّ وَجْهٍ فَلَمْ أجِدْ ... سَبيلَ الْغنِى إلاّ سَبيلَ التَّعْفُّفِ

إذا كُنْتَ لا تَرْضى بِشَيْءٍ تَنالُهُ ... وكُنْتَ عَلى ما فاتَ جَمَّ التَّلَهُّفِ

فَلَسْتَ مِنَ الْهَمِّ الْعَريضِ بِخارِجِ ... ولَسْتَ منَ الْغَيْظِ الطَّويلِ بِمُشْتَفٍ

أَراني بِنَفَسي مُعْجَبًا مُتَغَرِّرًا ... كأني عَلى الآفاتِ لَسْتُ بِمُشْرِفِ

وإني لَعَيْنُ الْبائِسِ الْواهِنِ الْقَوى ... وعيْنُ الضَّعيفِ الْبائِسِ الْمُتَطَرِّفِ

وَلَيْسَ امْرُؤٌ لمْ يَرْعَ مِنْكَ بِجَهْدِهِ ... جَميعَ الَّذي تَرْعاهُ مِنْهُ بِمُنْصِفِ

خَلِيلَيَّ ما أكفى الْيَسيرَ مِنَ الَّذي ... نُحاوِلُ إِنْ كُنا بِما كَف نَكْتَفي

<<  <  ج: ص:  >  >>