للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانْظُرْ إلى ما قال في الكَهفِ الَّذي ... فِيْهِ البيَانُ لِمَنْ لَهُ إِبْصَارُ

أو مَا تَرَى أنَّ القُلُوبَ إذَا امْتَلَتْ ... حُبًّا وإيمَانًا لَهَا أَنْوَارُ

وَلَهَا بِذلِكَ غَيرةٌ فَتَغَارُ مِنْ ... رُؤيا المَعَاصِي والسَّعِيدُ يَغَارُ

واحْذَرْ مَقَالَةَ جاهِلٍ إذْ غَرَّه ... مِنْ جَهْلِهِ الإِعْرَاضُ والغَرَّارُ

إذ قال نُظهرُ دِيننَا جهلاً ولَمْ ... يَدْرِ الفَتَى المسكينُ مَا الإِظهارُ

فاسْمَع إذن إظهَارَه عن ظَاهرِ الـ ... ـقرآنِ بَلْ جَاءَتْ بِهِ الآثَارُ

إظهَارُ هذا الدِّينِ تصريحٌ لهم ... بالكفرِ إذ هُمْ مَعْشَرٌ كُفَّارُ

وعَداوةٌ تَبْدُو وَبُغْضٌ ظَاهِرٌ ... يا للعقولِ أَمَا لَكُم أَشْعَارُ ...

هَذا ولَيْسَ القلبُ كَافٍ بُغْضُه ... والحُبُّ مِنه ومَا هُو المِعْيارُ

لكنَّما المعيارُ أنْ تَأْتِي بِهِ ... جَهْرًا وتصريحًا لهم إذ جَارُوا

فاسأَل إلهكَ رَاغبًا مُتَضَرِّعًا ... أنْ لا يُضلَّكَ بالهوَى الغَرَّارُ

واسأَلهُ في غَسقِ اللَّيالِي والدُّجَى ... أَنْ لا يَصُدَّكَ عَنْ هُدَاكَ شَرَارُ

وعَلَى النَّبيِّ وصحبِه والآلِ مَا ... هبَّ النسيمُ ومَاضَتِ الأَنْوارُ

أَزكى الصَّلاةِ مع السَّلامِ هَدِيَّةً ... مَا انْهَلَّ مِنْ مُغْدَودِقِ أمْطَارُ

آخر:

هو اللهُ معبودُ العبادِ فعَامِلِ ... فَلَيْسَ سِوَى الموْلَى لِرَاجٍ وآمِلِ

أَلَيْسَ الذي يَرضىَ إذا مَا سأَلتَهُ ... وَيغْضَبُ مِنْ تَرْكِ السُّؤالِ لِسائِلِ

وللهِ آلاءٌ عَليْنَا عَدِيدةٌ ... وأَلْطَافهُ تَتْرى بكُلِّ الفَواضِلِ

فَكَمْ ظُلَمٍ جَلَى وكَمْ فِتَنٍ وَقَى ... وكَمْ فادحٍ مِنْ مُعْضِلاتِ النَّوازِلِ

أَزَاحَ حَنَادِيسًا سَجَتْ بِدُجَائِهِ ... يَعَالِيلَ كُفرٍ قَدْ غَشَّتْ بِالعَوَاضِلِ

كَعَارِضِ بُؤسٍ مُكْفَهِرٍّ عِنَانُهُ ... لَهُ زَجَلٌ بالموجِفَاتِ القَلاقِلِ

طَمَى وَطفَا فالجوُّ بالجَوْرِ أَكْلَفٌ ... وأَرْجَاؤُهُ مُغْبَرَّةٌ بالزَّلازِلِ

<<  <  ج: ص:  >  >>