للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَتَسْتَحِقَّ مِنَ الدُّنْيا سَلامَتَها ... وتَسْتَقِلَّ بِعِرْضٍ وافِرٍ وافِ

ما أَحْسَنَ الشُّغْلُ في تَدْبيرِ مَنْفَعَةٍ ... أهْلُ الْفَراغِ ذوو خَوْضٍ وإِرْجَافِ

وقال أيضًا:

مَنْ نافَسَ النَّاسَ لم يَسْلَمْ مِنَ النَّاسِ ... حَتَّى يُعَضَّ بأَنْيابٍ وَأَضْراسِ

لاَ بأْسَ بالْمَرءِ ما صَحَّتْ سَرِيرَتُهُ ... ما النَّاسُ إلاَّ بِأَهْلِ الْعلمِ وَالنَّاسِ

كَاسَ الأُلَى أَخَذوا لِلْمَوْتِ عُدَّتَهُ ... وما الْمُعِدُّونَ لِلدُّنْيا بِأَكْياسِ

حَتَّى مَتى والْمَنَايا لِيْ مُخَاتِلَةٌ ... يَغْتَرُّني فِي صُرُوفِ الدَّهْرِ وَسْواسِي

أَيْنَ الْمُلُوكُ التي حُفَّتْ مَدائِنُها ... دُونَ الْمَنايا بِحُجّابٍ وحُرَّاسِ

لَقَدْ نَسِيتُ وكأْسُ الْمَوْتِ دائِرةٌ ... فِي كَفِّ لاَ غافِل عَنْها ولا ناسِ

لأَشْرَيَنَّ بِكأْسِ الْمَوْتِ مُنْجَدِلاً ... يَوْمًا كَما شَرِبَ المْاضُونَ بِالْكاسِ

أَصْبَحْتُ أَلْعَبُ وَالسَّاعاتُ مُسْرِعَةٌ ... يُنْقُصْنَ رِزْقِي ويَسْتَقْصِبنَ أَنْفَاسِي

إِنِي لأَغْتَرُّ بِالدُّنْيا وَأَرْفَعُها ... مِنْ تَحْتِ رِجْلِي أَحيْانًا عَلى رَاسِي

ما اسْتَعْبَدَ الْمَرْءَ كَاسْتِعْبادِ مَطْمَعِهِ ... ولاَ تَسَلَّى بمِثْلِ الصَّبْرِ والْياسِ

* * *

وقال رحمه الله:

عِبَرُ الدُّنْيا لَنا مَكْشوفَةٌ ... قَدْ رَأى مَنْ كانَ فيها وَسَمِعْ

وأخُو الدَّنْيا غَدًا تَصْرعُهُ ... فَبِأَيِّ الْعَيْشِ فيها يَنْتفِعْ

وَأَرى كُلَّ مُقيمٍ زائِلاً ... وأرى كُلِّ اتِّصالٍ مُنْقَطِعْ

واعْتِقادُ الْخَيْرِ والشَّرِّ أسى ... بَعْضُنا فيهِ لِبَعْضٍ مُتِّبِعْ

أُمَمٌ مَزْروعَةٌ مَحْصودَةٌ ... كُلُّ مَزْروعٍ فَلِلْحَصْدِ زُرِعْ

<<  <  ج: ص:  >  >>