للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنَّاسُ في رَقْدَةٍ عَما يُرادُ بِهِمْ ... وَلِلْحَوادِثِ تَحْريكٌ وَإِنْباهُ

أنْصِفْ هُدِيتَ إذا ما كُنْتَ مُنْتَصَفِاً ... لا تَرْضَ لِلنَّاسِ شَيْئًا لَسْتَ تَرْضاهُ

يا رُبّ يَوْمٍ أتَتْ بُشْراهُ مُقْبِلَةً ... ثُمَّ استَحالَتْ بِصَوْتِ النَّعْيِ بُشراهُ

لا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْروفِ أصْغَرَهُ ... أحْسِنْ فَعاقِبَةُ الإِحْسانِ حُسْناهُ

وَكُلُّ أمْرٍ لَهُ لا بُدَّ عاقِبَةٌ ... وَخَيْرُ أمْرِكَ ما أحْمَدْتَ عُقْباهُ

تَلْهو وَلِلْمَوْتِ مُمْسانا وَمُصْبَحُنا ... مَنْ لَمْ يُصبِّحْهُ وَجْهُ الْمَوْت مَسَّاهُ

كمْ مِنْ فَتىً قَدْ دَنَتْ لِلْمَوْتِ رِحْلَتُهُ ... وَخَيْرُ زادِ الْفَتى لِلْمَوْتِ تَقْواهُ

ما أقْرَبَ الْمَوْتَ في الدُّنْيا وأفْظَعَهُ ... وما أَمَرَّ جَنى الدُّنْيا وأَحْلاهُ

كمْ نافَسَ الْمَرْءُ في شَيْءٍ وَكايَدَ فِيـ ... ـهِ النَّاسَ ثُمَّ مَضى عَنْهُ وَخَلاَّهُ

بَيْنا الشَّفيقُ عَلى إِلْفٍ يُسَرُّ بِهِ ... إِذْ صَارَ أَغْمَضَهُ يَوْمًا وَسجَّاهُ

يَبْكِي عَلَيْهِ قَليِلاً ثُمَّ يُخْرجُهُ ... فَيُمْكنُ الأَرْضَ مِنْهُ ثُمَّ يَنْساهُ

وَكُلُّ ذِي أَجلٍ يَوْمًا سَيبَلُغُهُ ... وَكُلُّ ذِي عَمَلٍ يَوْمًا سَيَلْقَاهُ

* * *

وقال:

اكْرَهْ لِغَيْرك مَا لِنَفْسِكَ تَكَرْهُ ... وافْعَلْ بِنَفْسِكَ فِعْلَ مَنْ يَتَنَزَّهُ

وَادْفَعْ بِصَمْتِكَ عَنْكَ خَاطِرةَ الخَنَا ... حَذَرَ الجَوَابِ فإنَّهُ بِكَ أَشْبَهُ

وَكِلِ السَّفيهَ إِلى السَّفاهَةِ وانْتَصِفْ ... بِالْحَلْمِ أوْ بِالصَّمْتِ مَمَّنْ يَسْفَهُ

وَدَعِ الْفُكاهَةَ بِالْمِزاحِ فإنَّهُ ... يَرْدَى وَيَسْخُفُ مَنْ بِهِ يَتَفَكَّهُ

والصَّمْتُ لِلْمَرْءِ الْحَليمِ وقايَةٌ ... يَنْفي بِها عَنْ عِرْضِهِ ما يكْرَهُ

لا تَنْسَ حِلْمَكَ حينَ يَقْرَعُكَ الأَذى ... مِنْ كُلِّ مَنْ يَجْني عَلَيْكَ ويجْبَهُ

فَلَرُبَّمَا صَبَرَ الْحَليمُ عَلى الأَذَى ... حَتَّى يُرى وَكَأنَّهُ يَتَدَلَّهُ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>