للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذَوو الْمَشاهِدِ في الْوَغى ... وذَوو الْمَكايِدِ والْحِيَلْ

سَفَلَتْ بِهِمْ لَججُ الْمَنِيّةِ ... كُلُّهُمُ فيمَنْ سَفَلْ

لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ بَعْدَهُمْ ... إلاَّ حَدِيثٌ أوْ مَثَلْ

قُمْ فَابْكِ نَفْسَكَ وَارْثِها ... ما دُمْتَ وَيْحَكَ في مَهَلْ

لا تَحْمِلَنَّ عَلى الزَّما ... نِ فَما عَلَيْهِ مُحْتَمَلْ

عِلَلُ الزَّمانِ كَثيرةٌ ... فَتَوَقَّ مِنْ تِلْكَ الْعِلَلْ

فَالْحَمْدُ للهِ الَّذي ... هُوَ لا يَزالُ ولَمْ يَزَلْ

وإنِ اتَّقَيْتَ فَإنَّ تَقْـ ... ـوى اللهِ مِنَ خَيْرِ النَّفَلْ

وإِذا اتَّقى اللهَ الْفَتى ... فيما يُريدُ فَقَدْ كَمَلْ

وقال رحمه الله تعالى:

أَلا هَلْ إِلى طولِ الْحَياةِ سَبيلُ ... وَأنى وَهذا الْمَوْتُ لَيْسَ يُقيلُ

وَإِنِّي وَإنْ أَصْبَحْتُ بِالْمَوْتِ مُوقنًا ... فَلي أَمَلٌ دونَ الْيَقينِ طَويلُ

وَمَنْزِلِ حَفقٍ لا مُعَرَّجَ دُونَهُ ... لِكُلِّ امْرئٍ يَومًا إِلَيْهِ رَحيلُ

أَرى عِلَلَ الدُّنْيا عَلَيَّ كَثيرَةً ... وصاحِبْها حَتّى الْمَماتِ عَليلُ

إذا انْقَطَعَتْ عَنِّي مِنَ الْعَيْشِ مُدَّتي ... فَإنَّ غَناءَ الْباكِياتِ قَلِيلُ

سَيُعْرَضُ عَنْ ذِكْري وتُنْسى مَوَدَّتي ... ويَحْدُثُ بَعْدي لِلْخَليلِ خَليلُ

وفي الْحَقِّ أَحيانًا لَعَمْري مَرارَةٌ ... وَثِقْلٌ عَلى بَعْضِ الرِّجالِ ثَقيلُ

وَلَمْ أَرَ إِنْسانًا يَرى عَيْبَ نَفْسِهِ ... وإنْ كانَ لا يَخْفى عَلَيْهِ جَميلُ

وَمَنْ ذا الَّذي يَنْجو مِنَ الناسِ سالِمًا ... وَللنّاسِ قالٌ بالظُّنونِ وَقيلُ

أَجَلَّكَ قَوْمٌ حينَ صِرْتَ إِلى الْغِنى ... وَكُلُّ غَنِّيٍ في الْعُيونِ جَليلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>