للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَجَبًا إِنَّهُ إذا مَاتَ مَيتٌ ... صَدَّ عَنْهُ حَبِيبُهُ وَجَفاهُ

حَيثمُا وَجَّهَ امْرُؤٌ لِيَفُوتَ الْـ ... ـمَوتَ فالْمَوتُ واقِفٌ بِجِذاهُ

إنَّما الشَّيبُ لابْنِ آدَمَ ناعٍ ... قامَ في عارِضَيهِ ثُمَّ نَعاهُ

مَنْ تَمَنّى الْمُنى فأغْرَقَ فيها ... ماتَ مِنْ قَبْلِ أنْ يَنالَ مُناهُ

ما أذَلَّ الْمُقِلَّ في أَعْيُنِ النَّا ... سِ لإِقْلالِهِ وَما أَقْماهُ

إنَّما تَنْظُرُ الْعُيونُ مِنَ النَّا ... سِ إلى مَنْ تَرْجُوهُ أو تَخْشاهُ

وقال أيضًا:

أَينَ الْمَفَرُّ مِنَ الْقَضا ... ءِ مُشَرِّقًا وَمُغَرِّبا

اُنْظُرْ تَرى لَكَ مَذْهَبًا ... أَو مَلْجَأً أَو مَهْرَبَا

سَلِّمْ لأَمْرِ اللهِ وَارْ ... ضَ بِهِ وَكُنْ مُتَرَقِّبَا

وَلَقَلَّ ما تَنْفَكُّ مِنْ ... حَدَثٍ يَجِيءُ لِيَذْهَبَا

وَكَذاكَ لَمْ يَزَلِ الزَّما ... نُ بأهْلِهِ مُتَقَلِّبَا

يَزْدادُ مِنْ حَذَرِ الْمَنِـ ... ـيَّةِ بالْفرارِ تَقَرُّبَا

فَلَقَدْ نَعاكَ الشّيبُ يَو ... مَ رَأَيتَ رَأْسَكَ أشْيَبَا

ذَهبَ الشَّبابُ بِلَهْوِهِ ... وَأتى الْمَشيبُ مُؤَدِّبَا

وكَفاكَ ما جَرَّبْتَهُ ... حَسْبُ امْريءٍ ما جَرَّبَا

يُمسي وَيُصْبِحُ طَالِبُ الدُّ ... نْيَا مُعَنَّى مُتْعَبَا

يَبْني الْخَرابَ وإِنَّما ... يُبْنَى الْخَرابُ لِيَخْرَبَا

وقال أيضًا:

مَنْ أَحَبَّ الدُّنْيا تَحَيَّرَ فيها ... وَاكْتَسى عَقْلُهُ الْتبِاسًا وتِيُّها

رُبَّما أتْعَبَتْ بَنِيها عَلى ذا ... كَ فَدَعْها وَخَلِّها لِبَنِيهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>