للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولَرُبَّما حَجَبَ الْحَليمُ جَوابَهُ ... بِالصَّمْتِ مِنْهُ وإِنَّه لَمُفَوَّهُ

وَلَرُبَّما جَمَحَ السفاهُ بِذي الْحِجى ... حَتَّى يُذَلِّلَهُ الدَّنِيءُ الأَسْفَهُ

وَلَرُبَّما نَسَي الْوَقُورُ وَقارَهُ ... حَتَّى تَراهُ جاهِلاً يًَتَدَهْدَهُ

وَلَرُبَّما نَهْنَهْتَ عَنْكَ ذَوِي الْخَنا ... بِالصَّمْتِ إلاَّ أحْجَموا وتَنَهْنَهوا

إِنَّ الْحَليم عَنِ الأَذَى مُتَحَجِّبٌ ... وَعَنِ الْخَنا مُتَوَفِّرٌ مُتَنَزِّهُ

والْبَغْيُ يَصْرَعُ أَهْلَهُ وَيُرِيكَهُمْ ... وَجَميعُهُمْ مِنْ صَرْعِهِ يَتَأَوَّهُ

ولَقَدْ أَراكَ تَعِبْتَ في طَلَبِ الْغِنى ... شَرِهَاً وَلَيْسَ يَنالُهُ مَنْ يَشْرَهُ

وأَرَاكَ في الدُّنْيَا وأنْتَ مُنَازِعٌ ... وَمُنَافِسٌ وَمُمَازِحٌ وَمُقَهْقِهُ

قُلْ لِلَّذِينَ تَشَبَّهوا بَذِوي التُّقى ... لا يَلْعَبَنَّ بِنَفْسِهِ مُتَشَبِّهُ

هَيْهاتَ لا يَخْفى التُّقى مِنْ ذِي التُّقى ... هَيْهاتَ لا يَخْفى امْرُؤٌ مُتَأَلِّهُ

إنَّ الْقُلوب إذا طَوَتْ أَسْرارَها ... أبْدَتْ لَكَ الأَسْرارَ مِنْها الأَوْجُهُ

وقال أيضًا:

تَصَّبرْ عَنِ الدُّنْيا وَدَعَْ كُلَّ تائِه ... مُطيعِ هَوًى يَهْوِي بِهِ في الْمَهامِهِ

دَعِ النَّاسَ وَالدُّنْيا فَبَيْنَ مُكالِبٍ ... عَلَيْها بِأَنْيابٍ وَبَيْنَ مُشافِهِ

وَمَنْ لَمْ يُحاسِبْ نَفْسَهُ في أُمورِهِ ... يَقَعْ في عَظيمٍ مُشْكِلٍ مُتَشابِهِ

وَما فازَ أهلُ الْفَضْلِ إلاَّ بِصَبْرِهِمْ ... عَنِ الشَّهَواتِ واحْتِمالِ الْمَكارِهِ

وقال رحمه الله تعالى:

كَأنْ قَدْ عَجلَ الأَقْوامُ غَسْلَكْ ... وقامَ النّاسُ يَبْتَدِرُونَ حَمْلَكْ

ونُجِّدَ بِالثَّرى لَكَ بَيْتُ هَجْرٍ ... وأَسْرَعَتِ الأَكُفُّ إلََيْهِ نَقْلَكْ

<<  <  ج: ص:  >  >>