للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا مَنْ تَشَرَّفَ بالدُّنْيا وَطِينَتهِا ... لَيسَ التَّشَرُّفُ رَفْعَ الطِّينِ بالطِّينِ

إِذا أرَدتَ شَريفَ النَّاسِ كُلِّهِمُ ... فانْظُرْ إلى مَلِكٍ في زِيِّ مِسْكينِ

ذاكَ الَّذي عَظُمَتْ في الله حُرْمَتُهُ ... وَذاكَ يَصْلُحُ لِلدُّنْيا وَلِلدِّينِ

وقال أيضًا:

تَفَكَّرْ قَبْلَ أنْ تَنْدَمْ ... فَإِنَّكَ مَيِّتٌ فَاعْلَمْ

ولا تَغْتَرَّ بِالدُّنْيا ... فَإِنَّ صَحيِحَها يَسْقَمْ

وَإِنَّ جَدِيدَها يَبْلى ... وإنَّ شَبابَها يَهْرَمْ

وَإنَّ نَعيمَها يَفْنى ... فَتَركُ نَعيمِها أحْزَمْ

ومَنْ هذا الَّذي يَبْقى ... على الْحَدَثانِ أو يَسْلَمْ

رَأيتُ النَّأسَ أتْباعًا ... لِذي الدّينارِ والدِّرْهَمْ

وَما لِلْمَرْءِ إِلاَّ ما ... نَوى في الْخَيرِ أو قَدَّمْ

وقال حسان يَبْكي جَعْفَرَ بنَ أبي طالب - رضي الله عنه -:

ولَقَدْ بَكَيتُ وعَزَّ مَهْلِكُ جَعْفَرٍ ... حِبِّ النَّبِي عَلَى البَريَّةِ كُلِّهَا

ولَقَدْ جَزِعْتُ وقُلْتُ حِينَ نُعِيتَ لِي ... مَن لِلْجِلادِ لَدَى العُقَابِ وظِلهَا

بالبِيضِ حِينَ تُسَلُّ مِن أغْمَادِهَا ... ضَرْبًا وَإنْهالِ الرِّماحِ وَعَلَّهَا

بَعْدَ ابْن فاطِمَةَ المُبَارَكِ جَعْفَرٌ ... خَيرِ البَّرِيَّةِ كُلِّهَا وأجَلِّهَا

رُزْءًا. وأكْرَمِهَا جَمِيعاً مَحْتَداً ... وأعَزِّهَا مُتَظَلمًا وأذلِّهَا

لِلْحَقِّ حِينَ يَنُوبُ غَيرَ تَنَحُّلٍ ... كَذِبًا وأنْداهَا يَدًا وأقَلِّهَا

فُحْشًا وأكْثَرهَا إذَا مَا يُجْتَدَى ... فَضْلاً وأنْدَاهَا يَدًا وأبَلَّهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>