للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما لَكَ غَيْرُ تَقْوى اللهِ مالٌ ... وغَيْرُ فعالِكَ الْحَسَنِ الْجَميلِ

وَقارُ الْحِلْمِ يَقْرَعُ كُلَّ جَهْلٍ ... وعَزْمُ الصَّبْرِ يَنْهَضُ بِالْجَليلِ

وقال أيضًا:

اِمْهَدْ لِنَفْسِكَ واذْكُرْ ساعَةَ الأَجَلِ ... ولا تُغَرَّنَّ في دُنْياكَ بِالأَمَلِ

سَابِقْ حُتُوفَ الرَّدى واعْمَلْ عَلى مَهَلٍ ... ما دُمْتَ في هذِهِ الدُّنْيا عَلى مَهَلِ

واعْلَمْ بِأنَّكَ مَسْؤولٌ ومُفْتَحَصٌ ... عَمّا عَمِلْتَ ومَعْروضٌ عَلى الْعَمَلِ

لا تَلْعَبَنَّ بِكَ الدُّنْيا وزُخْرُفُها ... فإِنَّها قُرِنَتْ بِالظِّلِّ في الْمَثَلِ

لا يحْرُزُ النَّفْسَ إلاّ ذُو مُراقَبَةٍ ... يُمْسي ويُصْبِحُ في الدُّنْيا عَلى وَجَلِ

ما أقْرَبَ الْمَوْتَ مِنْ أهْلِ الْحَياةِ وما ... أحْجَى اللَّبيبَ بِحُسْنِ الْقَوْلِ والْعَمَلِ

والْمَوْتُ مَدْرَجَةٌ لِلنّاسِ كلِّهِم ... قَسْرًا، إِلَيْهِ بِكُرْهٍ مَجْمَعُ السُّبُلِ

ما أَحْسَنَ الدِّينَ والدُّنْيا إذا اجْتَمَعا ... وأقْبَحَ الكْفْرَ والإِفْلاسَ بِالرِّجُلِ

وقال رحمه الله:

نعَى نَفْسِي إليَّ مِن اللَّيَالِيْ ... تَصَرُّفُهُنَّ حَالاً بَعْدَ حَالِ

فَمالي لَسْتُ مشْغولاً بِنَفْسي ... وما لي لا أَخافُ الْمَوْتَ ما لي

لَقَدْ أَيْقَنْتُ أني غَيْرُ باقٍ ... ولكنِّي أَراني لا أُبالي

أَمَا لي عِبْرَةٌ في ذِكْرِ قَوْمٍ ... تَفانَوْا، رُبَّما خَطَروا بِبالي

كأَنَّ مُمَرِّضِي قَدْ قامَ يَمْشي ... بنَعْشي بَيْنَ أرْبَعَةٍ عِجالِ

وخَلْفي نُسْوَةٌ يَبْكِينَ شَجْوًا ... كَأنَّ قُلوبَهُنَّ عَلى مَقالِ

سَأقْنَعُ ما بَقيتُ بِقوتِ يَوْمٍ ... ولا أبْغي مُكاثَرَةً بِمالٍ

تَعالَى اللهُ يا سَلْمَ بْنَ عَمْرٍو ... أَذَلَّ الْحِرْصُ أعْناقَ الرِّجالِ

هَبِ الدنيا تُسَاقُ إليْكَ عَفْوَاً ... ألَيْسَ مَصِيْرُ ذَاكَ إلى زَوَالِ

فَمَا تَرْجُوْ بِشَيْءٍ لَيْسَ يَبْقَىَ ... وشِيْكًا ما تُغيِّرُهُ اللَّيَالِي

<<  <  ج: ص:  >  >>