للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَيْسَ الْغِنى إلاَّ غِنّى زَيَّنَ الْفَتى ... عَشِيَّةَ يَقْرِي أَوْ غَداةَ يُنيلُ

وَلَمْ يَفْتَقِرْ يَوْمًا وَإنْ كانَ مُعْدَمِاً ... جَوادٌ وَلَمْ يَسْتَغْنِ قَطُّ بَخيلُ

إذا مالَتِ الدُّنْيا إلى الْمَرْءِ رَغَّبَتْ ... إلَيْهِ وَمالَ الناسُ حَيْثُ يَميلُ

وقال رحمه الله تعالى:

أَرَاعَكَ نَقْصٌ مِنْكَ لَمّا وَجَدْتَهُ ... وما زِلْتَ في نَقْصٍ وأَنْتَ وَليدُ

سَقَطْتَ إِلى الدُّنْيا وحِيْدًا مُجَرَّدًا ... وتَمْضي عِنِ الدُّنيا وأَنتَ وَحِيْدُ

وحِدْتَ عَن الْمَوْتِ الذي لَنْ تَفوتَهُ ... ولا بُدَّ مِمّا أنتَ عَنْهُ تَحيدُ ...

ومِنْ رُشْدِ رَأْي المرْءِ أنْ يَمْحَض التُّقى ... وإنَّ امْرَأ مَحْضَ التُّقى لَسَعيدُ

هِيَ النَّفْسُ إِنْ تَصْدُقْكَ تَمْنَحْكَ نُصْحَا ... وأَنتَ عَلَيْها إِنْ صَدَقت شهيدُ

وما الْعَيْشُ إلاَّ مُسْتَفادٌ ومُتْلَفٌ ... وما الناسُ إِلا مُتْلِفٌ ومُفيدُ

هُوَ اللهُ رَبِّي والْقَضاء قَضاؤُهُ ... ورَبِّي على ما كان مِنْهُ حَميدُ

وقال رحمه الله:

سَتَنْقَطِعُ الدُّنْيا بِنُقْصانِ ناقِصٍ ... مِنَ الْخَلْقِ فيها أَوْ زِيادَةٍ زائِدِ

وَمَنْ يَغْتَمْ يَوْمًا يَجِدْهُ غنيمَةً ... ومَن فاتَهُ يَوْمٌ فَلَيْسَ بِعِائِد

وما الْمَوْتُ إلا مَوْرِدٌ عَنْهُ مَصْدَرٌ ... وما النّاسُ إِلا وارِدٌ بَعْدَ وارِدِ

وقال رحمه الله تعالى:

إنا لَفي دارِ تَنْغِيصِ وتَنْكيدِ ... دارٌ تُنادي بها أيامُها: بِيدي

لَقَدْ عَرَفْناكِ يا دُنيا بِمَعْرِفَةٍ ... صَحَّتْ لَنا، فانْقُصي إنْ شِئتِ أوْ زيدي

نَرى اللَّيالِيَ والأيّامُ مُسْرِعَةً ... فينا وفيكِ بِتَفْريقِ وَتْبعيدِ

جَدَّ الرَّحيلُ عَنِ الدُّنْيا، وساكِنُها ... يَرْجو الْخُلودَ ولَيْسَتْ دارَ تَخْلِيدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>