للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقدَ عَزَّني صَبري وهَاجَتْ صَبَابَتِي ... رُسُومُ دِيَار مُقْفِراتِ عُرَاتِ

مَدَارِسُ آيَاتٍ خَلَتْ مِن تِلاَوَة ... ومَنْزِلُ وحْي مُقْفِرِ العَرَصَاتِ

لآلِ رسُولِ اللهِ بالخَيفِ مِن مِنَى ... وباللَّيتِ والتَّعْرِيفِ والجَمَراتِ

دِيَارُ عَليٍ والحُسِينِ وجَعْفَرٍ ... وحَمْزَةَ والسَّجَاد ذي الثَّفَنَاتِ

دِيَار لِعَبْد اللهِ والفَضْلِ صِنْوُهُ ... نَجِيِّ رسولِ اللهِ في الخَلَواتِ

مَنَازِلُ كَانَتْ لِلْصَّلاَةِ ولِلْتُّقَى ... ولِلْصَّومِ والتَّطْهِيرِ والحَسَنَاتِ

مَنَازِلُ جبْريل الأمِين يَحُلُّهَا ... مِن اللهِ بالتسليمِ والرَّحَمَاتِ

مَنَازِلُ وحْي اللهِ مَعْدِنُ عِلْمِهِ ... سَبِيلُ رَشَادٍ وَاضِحُ الطُّرُقَاتِ

فأينَ الأُولَى شَطَّتْ بِهمْ غُرْبَةُ النَّوى ... فأمْسَينَ في الأقْطَار مُفْتَرِقاتِ

هُمُوا آلُ مِيراثِ النَّبِي إذَا انْتَمَوا ... وهُم خَيرُ سَادَةٍ وخَيرُ حُمَاةِ

مَطَاعِيمُ في الإعْسَارِ في كُلِّ مَشْهَدٍ ... لَقَدْ شُرِّفُوا بالفَضْلِ والبَركَاتِ

أئمَّةُ عَدْلٍ يُقْتَدَى بِفَعَالِهمْ ... وتُؤْمَنُ مِنهم زَلَّهُ العَثَراتِ

سأبْكيهُمُ مَا ذَرَّ في الأُفق شارِقٌ ... ونادَى مُنَادِي الخَيرِ لِلْصَّلَوَاتِ

رَثَى بعضهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:

أمِنْ بَعْدِ تَكْفِينْ النبي ودَفْنِهِ ... بأثوابِهِ أسْلِي على هالك ثَوى

رُزِئْنَا رسول الله فِينَا فَلَنْ نَرَى ... بِذَاكَ عِديلاً ما حَيِينَا مِن الرَّدَى

وكَانَ لَنَا كالحِصْنِ مِنْ دُونِ أهْلِهِ ... لَهُ مَعْقِلٌ حِرْزٌ حَرِيزٌ مِن العِدَا

وَكَانَ بِمَرْآهُ نَرَى النُّورَ وَالهُدَى ... صَبَاحًا مَسَاءً رَاحَ فِينَا أَوِ اهْتَدَى

لَقَدْ غَشِيَتْنَا ظُلْمةٌ بَعْد مَوتِهِ ... نَهارًا فَقَدْ زَادتْ عَلَى ظُلْمَةِ الدُّجَى

فَيَا خَيرَ مَن ضَمَّ الجوانِحَ والحَشَا ... ويَا خَيرَ مَيت ضَمَّهُ التُّرْبُ والثَّرى

كأن أمُور الناسِ بَعْدَكَ ضُمِّلَتْ ... سَفِينةَ مَوجٍ حِينَمَا البَحْرُ قَدْ سَمَا

وضَاقَ فَضَاءُ الأرْضِ عَنهُم بِرَجِّهِ ... لِفَقْدِ رسُولِ الله إذْ قِيلَ قد مَضَى

<<  <  ج: ص:  >  >>