للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أيضًا:

نَهْنِهْ دُموعَكَ كُلُّ حَيٍّ فَانِ ... واصبْرْ لِقَرْع نَوائِبِ الحَدَثَانِ

يا دَارِيَ الحَقَّ الَّتي لَمْ أبْنِهَا ... فِيمَا أشَيِّدُهُ مِن البُنْيَانِ

كَيفَ العَزاءُ ولا مَحَالَةَ إنَّنِي ... يَومًا إليكَ مُشَيّعٌ إخْوَانِي

نَعْشًا يُكفْكِفُهُ الرِجَالُ وفَوقهُ ... جَسَدٌ يُبَاعُ بأوكَسِ الأَثمانِ

لَولا الإِلهُ وأنَّ قَلْبِي مُؤمِنٌ ... والله غَيرُ مُضَيِّعٌ إيمَانِ

لَضَنَنْتُ أو أيقَنْتُ عِنْدَ مَنِيِّتِي ... أنِّ المَصِيرَ إلى مَحَلِّ هَوَانِ

فَبِنُورِ وَجْهِكَ يا إلهَ مَرَحِمٍ ... زَحْزِحْ إليكَ عَن السَّعِيرِ مَكَانِي

وامْنُنْ عَلَّي بتَوبَةٍ ترْضَى بِهَا ... يَا ذَا العُلَى والمَنِّ والإِحْسَانِ

وقال أيضًا:

أيا مَنْ بَينَ باطيةٍ وَدَنِّ ... وَعُودٍ في يَدَي غاوٍ مُغنِّ

إذا لَمْ تَنْهَ نَفْسَكَ عَنْ هَواها ... وَتُحْسِنْ صَونَها فإلَيكَ عَنِّي

فإنَّ اللَّهْوَ وَالْمَلْهى جُنونٌ ... وَلَسْتُ مِنَ الْجنُونِ وَلَيسَ مِنِّي

وَأيُّ قَبيحٍ أقْبَحُ مِنْ لبَيِبٍ ... يُرى مُتَطَرِّباً في مِثْلِ سِنّي

إذا ما لَمْ يَتُبْ كَهْلٌ لِشَيبٍ ... فَلَيسَ بِتائِبٍ ما عاشَ ظَنّي

آخر:

ولَمَّا رَأيتُ الشَّيبَ حَلّ بِمَفْرِقِي ... نَذِيرًا بِتَرْحَالِ الشَّبَابِ المُفَارِقِ

رَجَعْتُ إلى نَفْسي فَقُلْتُ لَهَا انْظُرِي ... إلى مَا أتَى هَذَا ابْتِدَاءُ الحَقَائِقِ

دَعِي دَعَوَاتِ اللَّهْوِ قَدْ فَاتَ وَقْتُهَا ... كَمَا قَدْ أفَاتَ اللَّيلُ نُورَ المَشَارِقِ

دَعِي مَنْزِلَ اللَّذاتِ يَنْزِلُ أهْلُهُ ... وجُدِّي لِمَّأ تُدعْي إليهِ وسَابِقي

<<  <  ج: ص:  >  >>