للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال رحمه الله تعالى:

الظنُّ يُخْطِيءُ تَارَةً ويُصِيْبُ ... وجَمِيْعُ مَا هُوَ كَائِنٌ فَقَرِيْبُ

تَصْبُو النُفُوسُ إلىَ البَقَاءِ وَطْولِهِ ... إنَّ البَقَاءَ إلَى النُفُوسِ حَبِيْبُ

ولَقَدْ عَجِبْتُ مِن الزَّمَانِ وَصَرْفِهِ ... حَتَّى انْحَسَرْتُ وإنَّنِيْ لَعجِيْبُ

وعَجِبْتُ أنْ المرءَ في غَفَلاتِهِ ... والحَادِثَاتُ لَهُنَّ فِيْهِ دَبِيْبُ

يَا مَنْ يَعِيْبُ وَعَيْبُهُ مُتَشّعِّبٌ ... كَمْ فِيْكَ مِنْ عَيْبٍ وأنْتَ تَعِيْبُ

للهِ دَرُّكَ كَيْفَ أنْتَ وَغَايَةً ... يَدْعُوكَ رَبُّكَ عِنْدَهَا فَتُجِيْبُ

أَمِنَ البِلَى تَرجُو النَّجَاةَ، ولِلْبِلَى ... مِن كُلِّ ناحِيَةٍ عَلَيْكَ رَقِيْبُ

وإنِ اعَتَبْرتَ فللزَّمَانِ تَقَلُّبٌ ... والصَّفْوُ يَكْدُرُ وَالشَّبَابُ يَشِيْبُ

وبِحَسْبِ عُمْرِكَ بالأَهِلَّةِ مُفْنِيًا ... والشَّمسُ تَطلعُ مَرَّةً وتَغِيْبُ

يَا صَاحِبَ السَّقَُم الطبيْبُ بِدَائِهِ ... حَتَّى مَتَى تَضْنَي وأنْتَ طَبيْبُ

قَدْ يُغفل الفَطِنُ المُجَرِّبُ حَظَّهُ ... حَتَّى يَضِيْعَ وَإنَّهُ للَبيْبُ

وإذَا اتَّقَى اللهَ الفَتَى وأطَاعَهُ ... فَهُنَاكَ يَصْفُو عَيْشُهُ ويَطِيْبُ

وقال أيضًا:

ألا إنَّ رَبي قَوِيٌّ مَجيدُ ... لَطيفٌ جَليلٌ غَنِيٌّ حميدُ

رَأَيْتُ الْمُلوكَ وَ'نْ عَظُمَتْ ... فَإنَّ الْمُلوكَ لِرّبي عَبيدُ

تُنافِسُ في جَمْعِ هذا الْحُطامِ ... وَكُلٌّ يَزولُ وَكُلٌّ يَبيدُ

وكَمْ بادَ جَمْعٌ أُولو قُوَّةٍ ... وحِصْنٌ حَصينٌ وقَصرٌ مَشيدُ

ولَيْسَ بِباقٍ على الْحادِثاتِ ... لِشَيءٍ مِنَ الْخَلْقِ رُكْنٌ شَديدُ

وأيُّ مَنيعٍ يَفوتُ الْفَنا ... إِذا كانَ يَفْنى الصَّفا والْحَديدُ

ألا إنَّ رَأْيًا دَعا الْعَبْدَ أنْ ... يُنيبَ إلى اللهِ رَأْيٌ رَشيدُ

<<  <  ج: ص:  >  >>