للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا مَا أَتى نَحْوَ المدينَةِ قَاصِدًا ... مِن الصَّحبِ ذُو شَوقٍ إليهِ وشائِقِ

يُصلَّى به أَعني التَّحية أوَّلاً ... ومِنْ بَعِدها يأْتي بذِلَّةِ وَامِقِ

وَيأْتِي بَتَسْليمٍ عَلَى خَيرِ مُرْسَلٍ ... كَمَا هُوَ في مَنْصُوصِ أهْلِ الحَقَائِقِ

أَهَلْ أَنْتَ أهدَى أم صحابةُ أَحْمَدٍ ... وتابعُهم أهلُ النُّهى والسَّوابِقِ ...

كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ فيما ادَّعيتَه ... وجِئْتَ بِهِ مِنْ مُنْكَرَاتِ المخَارِقِ

وَجَازَفْتَ فيما قُلْتَه مُتشدِّقًا ... وكَنْتَ بقولِ الزُّورِ أحذَقَ ماذِقِ

وخالفتَ نَصَّ المصْطَفَى ونَبِذْتَه ... وَرَاءَكَ ظِهرِيًّا ولَمَّا تُوَافِقِ

فَمَنْ قَالَ لا تَشْدُدْ رِحَالكَ نَحْوَه ... عَلى القصدِ بلْ في ضمنِ شيءٍ مُطَابقِ

فَقَدْ وَافَقَ النَّصَّ الشريفَ ولَمْ يَحِدْ ... عنِ المنهجِ الأَسْنى ورَبِّ المشارِقِ

وَوَافَق أصْحَابَ النَّبي محمَّدٍ ... وخَالَفَ ما قَدْ قَالَه كُلُّ مَارِقِ

وما خَالَفَ الإِجماعَ يا فَدْمُ فاتَّئِدْ ... ولا تَتَّبع أقوالَ طَاغٍ ومَارِقِ

غَلا واعْتدَى في الدِّيِنِ وهُوَ يَظُنُّه ... بذلكَ في أَهدى طريقٍ مُوافِقِ

وقد حَادَ عن نَهْجِ الشَّرِيعةِ وارْتَضَى ... مَقَالةَ غَالٍ جَاهلٍ ذِي مَخَارِقِ

وقَالَ عِنادًا لِلْهُدَاةِ الَّذِينَ هُمْ ... أَحَقُّ وأهْدَى مِن غوىٍّ مُنَافقِ

وكنْ قاصدًا بالسِّيرِ منك زيارَةً ... لمن حلَّها رغمًا لأَنِف المُمَارِقِ

وواللهِ ما منَّا لِذلِكَ مُنْكِرٌ ... ولكنَّنا نَدْعُو لأَهْدَى الطَّرَائِقِ

وَذلكَ أَنَّ الشَّدَّ لِلرَّحْل إنَّمَا ... لِمسْجِدِهِ قَدْ كَانَ قولاً لِصَادِقِ

يَنَالُ بِه الإِنسانُ فَضْلاً مُحَقَّقًا ... لِقَاصِدِهِ ليَسْتْ بأَقوالِ مَاذِقِ

ومِنْ بعدِ ذَا فَاقْصِدْ إلى القبرِ زَائرًا ... وسَلِّم على المعصومِ أزكَى الخَلائِقِ

وسرْ نَحْوَهُ في ذِلَّةٍ وتَواضُعٍ ... وتَوقِيرِ مُشتاقٍ إليهِ وشَائِقِ

وسَلِّم عَلى الصِّدِّيق بَعْدَ نَبيِّنَا ... ومِنْ بَعدِه الفارُوقُ غَيظَ المنافِقِ

وإيَّاكَ أنْ تَأخُذْ بأَقوالِ مارِقٍ ... تلُوذُ بِهِ مِنْ كَلِّ خَطْبٍ مُضَائِقِ

وكنْ لائذًا باللهِ جَلَّ جَلالُه ... لِتَنْجُوَ في يَومِ البُكَا والتَشَاهُقِ

<<  <  ج: ص:  >  >>