للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قاتِلْ هَواكَ إِذَا دَعاكَ لِفِتنَةٍ ... قاتِلْ هَواكَ هُناكَ كُلَّ قِتالِ

إِنْ لَمْ تَكُنْ بَطَلاً إِذَا حميَ الوَغَي ... فَاحْذَرْ عَلَيْكَ مَوَاقِفَ الأَبْطَالِ

اخْزُنْ لِسَانَكَ بالسُّكوتِ عَنِ الخَنَا ... وَاحْذَرْ عَلَيْكَ عَوَاقِبَ الأَقْوَالِ

وإذا عَقَلْتَ هَوَاكَ عَن هَفَوَاتِهِ ... أَطْلَقْتَهُ مِن شِيْنِ كُلِّ عِقَالِ

وإذا سَكَنْتَ إِلى الهُدَى وَأَطَعْتَهُ ... أُلْبِسْتَ حِلَّةَ صَالحِ الأَعْمَالِ

وإذا طَمِعْتَ لَبِسْتَ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ ... إِنَّ المَطَامِعَ مَعْدِنُ الإِذْلالِ

وإذا سَحَبْتَ إِلى الهَوَى أَذْيَالَهُ ... كَسَبَتْ يَداكَ مَوَدَّةَ الجُهَالِ

وإذا حَلَلْتَ عَنْ اللِّسانِ عِقَالَهُ ... أَلقَاك مِن قِيْلٍ عَلَيْكَ وَقَالِ

وإذا ظَمِئْتَ إِلى التُّقَى أَسْقَيْتَهُ ... مِنْ مَشْرَبٍ عَذْبِ المَذاقِ زُلالِ

وإذا ابْتُليتَ بِبَذْلِ وَجْهِكَ سَائِلاً ... فَابْذُلْهُ لِلْمُتَكَرّمِ المِفْضَالِ

إِنَّ الْكَريمَ إِذَا حَباكَ بِوَعْدِهِ ... أَعْطَاكَهُ سَلِسًا، بِغَيرِ مِطالِ

مَا اعْتاضَ باذِلُ وَجْهِهِ بِلِسانهِ ... عِوَضًا وَلَوْ نالَ الْغِنَى بِسُؤالِ

وإذا السُّؤالُ مَعَ النَّوالِ قَرَنْتَهُ ... رَجَحَ السُّؤالُ وَخَفَّ كُلُّ نَوالِ

عَجَبًا عَجِبْتُ لِمُوْقِنٍ بِوَفَاتِهِ ... يَمْشِيِ التَّبَخْتُرَ مِشْيَةَ المُخْتَالِ

رَجِّ العُقُولَ الصَّافِياتِ فإنها ... كَنْزُ الكُنُوزِ وَمَعْدِنُ الإِفْضَالِ

صَافِ الكِرَامَ فإنهم أَهْلُ النُّهَى ... وَاحْذَرْ عَلَيْكَ مَوْدَةَ الأَنْذَالِ

صِلْ قاطِعيكَ وَحَارِمِيكَ وَأَعْطِهِم ... وإذا فَعَلْتَ فَدُمْ بِذاكَ وَوالِ

وَالْمَرءُ لَيْسَ بِكامِلٍ في قَوْلِهِ ... حَتَّى يُزَيِّنَ قَوْلَهُ بِفَعالِ

ولَرُبَّما ارْتَفَعَ الوَضِيعُ بِفِعِلهِ ... وَلَرُبَّما سَفَلَ الرَّفيعُ العَالِي

كَمْ عِبْرَةٍ لِذَوي التَّفَكُّرِ والنُّهَى ... في ذا الزَّمانِ وَذَا الزَّمَانِ الخَالِي

كَمْ مِن ضَعِيْفِ الْعَقْلِ زَيَّنَ عَقْلَهُ ... مَا قَدْ رَعَى وَوَعَى مِنَ الأَمْثَالِ

كَمْ مِنْ رِجالٍ في الْعُيونِ وَمَا هُمُ ... في الْعَقْلِ إِنْ كَشَفَّتَهُم بِرِجالِ

<<  <  ج: ص:  >  >>