للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومِن حالِ مَن في زَمْهَرِيرٍ مُعَذَّبٌ ... ومَنْ كَانَ بالأَغْلاَلِ فِيها مُكَبَّلُ

وجناتُ عدنٍ زُخْرِفَتْ ثم أُزْلفَتْ ... لِقَومٍ على التَّقوى دوامًا تَبَتَّلوُا

بِها كُلُ مَا تَهْوى النفوسُ وتَشْتَهِي ... وقُرَّةَ عَينٍ لَيسَ عَنْهَا تَرَحُّلُ ...

ملابسهم فيها حرير وسندس ... واستبرق لا يعتريهِ التنحلُ

ومأكولهم من كل ما يشتهونَه ... ومن سلسبيلٍ ُربهم يتسلسلُ

وأزواجهم حور حِسان كواعب ... على مثل شكل الشمس بل هنَّ أشكل

يُطافُ عليهم بالذي يَشتهونَه ... إذا أكلوا نوعًا بآخر بدِّلوا

بها كل أَنواع الفواكه كلها ... وسكانها مهما تمنوه يحصلُ

فواكهها تدنو إلى من يريدها ... تناولها عند الإرادة يسهلُ

وأنهارها الألبان تجري وأعسل ... وخمر وماء سلسبيل معسلُ

يقال لهم: طبتم سلمتم من الأذى ... سلام عليكم بالسلامة فادخلوا

بأسباب تقوى الله والعملِ الذي ... يحب إلى جنات عدن توصلوا

إذا كان هذا والذي قبله الجزا ... فحق على العينين بالدمع تهملُ

وحق على من كان بالله مؤمنًا ... يقدم له خيرًا ولا يتعللُ

وإن يأخذ الإنسان زادًا من التقوى ... ولا يسأم التقوى ولا يتململُ

وإن أمام الناس حشرًا وموقفًا ... ويومًا طويلاً ألف عام وأطولُ

فيا لك من يوم على كل مبطل ... فظيع وأهوال القيامة تعضلُ

تكون به الأطوادُ كالعهن أو تكن ... كثيبًا مهيلاً أهيلاً يتهلهلُ

به ملة الإسلام تقبل وحدها ... وأما غيرها مِن أَي دِينٍ فَيَبْطِلُ

بِهِ يُسْأَلُونَ النَّاسَ مَاذا عَبَدْتمُوا ... وماذا أَجبتم من دَعَا وهو مُرْسَلُ

حِساب الذي ينقاد عرضٌ مُخَفَّفٌ ... ومن لَيسَ منقادًا حِسابٌ مُثَقَّلُ

ومِن قبلِ ذَا فالموتُ يأتيكَ بَغتة ... وهيَّاتَ لا تدري مَتَى الموتُ يَنْزِلُ

كُؤئوسُ المنايا سَوفَ يَشْربُها الوَرَى ... عَلَى الرَّغْمِ شُبَّانٌ وشِيبٌ وَأَكْهُلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>