للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرى الطبيعة في الأشيا مؤثرة ... أين الطبيعة يا مخذول إذ وجدوا

وما مجلاتهم وردى ولا صدري ... وما لمعتنقيها في الفلاح يدُ

إذ يدخلون بها عاداتهم وسجا ... ياهم وحكم طواغيت لهم طردوا

محسنين لها كيما تروج على ... عمي البصائر ممن فاته الرشدُ

من أحلَّ ذلك قد أضحى زنادقة ... كثيرهم لسبيل الغي قد قصدوا

يرون أن تبرز الأنثى بزينتها ... وبيعها البضع تأجيلاً وتنتقدُ

من أجل ذلك بالإِفرنج قد شغفوا ... بهم تزيوا وفي زي التقى زهدوا

وبالعوائد منهم كلها اتصفوا ... وفطرة الله تغييرًا لها اعتمدوا

على صحائفهم يا صاح قد عكفوا ... ولو تلوت كتاب الله ما سجدوا

وعن تدبُّر حُكم الشرع قد صرفوا ... وفي المجلات كل الذوق قد وجدوا

وللشوارب أعفوا واللحى نتفوا ... تشبهًا ومجاراة وما اتأدوا

قالوا رقيَّا فقلنا للحضيض نعم ... تفضونَ منه إلى سجّين مؤتصدُ

ثقافة مِن سماج ساء ما ألفوا ... حضارة من مروج هم لها عمدوا

عصرية عصرت خبثًا فحاصلها ... سم نقيع ويا أغمار فازدردوا

موت وسمَّوه تجديد الحياة فيا ... ليت الدعاة لها في الرمس قد لحدوا

دعاة سوء إلى السوأى تشابهت الـ ... ـقلوب منهم وفي الإضلال قد جهدوا

ما بين مستعلن منهم ومستتر! ... ومستبد ومن بالغير محتشدُ

لهم إلى دركات الشر أهويةٌ ... لكن إلى درجات الخير ما صعدوا ...

وفي الضلالات والأهوا لهم شبه ... وعن سبيل الهدي والحقِّ قد بلدوا

صمٌّ ولم سمعوا بكمٌ ولو نطقوا ... عميٌ ولو نظروا بهت بما شهدوا

عموا عن الحق صموا عن تدبُّره ... عن قوله خرسوا في غيهم سمدوا

كأنهم إذ ترى خشب مسندة ... وتحسب القوم أيقاظًا وقد رقدوا

باعوا بها الدين طوعًا عن تراض وما ... بالوا بذا حيث عند الله قد كسدوا

<<  <  ج: ص:  >  >>