للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واللهِ ما تْلِكَ الموادَ كَهذِهِ ... لِكَنْ هُمَا في اللَّفْظِ مُجْتَمعَانِ

هَذا وَبَينَهُمَا يَسِيرُ تَشَابُهٍ ... وهُوَ اشْتَراكٌ قَامَ بالأذْهَانِ

«فصل في طعام أهل الجنة»

وطَعَامُهُم مَا تشْتَهيه نُفُوسُهُمْ ... ولُحُومُ طَيرِ ناعِمٍ وسِمَانِ

وفَوَاكهُ شَتَّى بِحَسْبِ مُنَاهُمُ ... يا شِبْعَةً كَمُلَتْ لِذِي الإِيمَانِ

لحم وخَمْرٌ والنسا وفواكهٌ ... والطَّيبُ مَعْ رَوحٍ ومَعْ رَيحَانِ

وصَحافُهم ذَهَبٌ تَطُوفُ عَلَيهُم ... بأكُفِّ خُدَّامٍ مِن الوِلْدَانِ

وانْظُر إلى جَعْلِ الَّلذاذةٍ لِلْعُيُو ... نِ وشَهْوةٍ لِلنَّفْسِ في القُرآنِ

لِلْعَينِ مِنها لَذَّة تَدْعُو إلَى ... شَهوِاتِها بالنَّفْسِ والأمْرَانِ

سَبَبُ التَّنَاوُلِ وهْوَ يُوجِبُ لَّذةً ... أُخْرَى سِوَى ما نَالَتِ العَينانِ

«فصل فيب شرابهم»

يُسْقَونَ فيها مِن رَحِيقٍ خَتْمُهُ ... بالمِسْكِ أوَّلُهُ كَمِثْلِ الثانِي

مِن خمرَة لَذَّتْ لِشَارِبِها بلاَ ... غَولٍ ولا دَاءٍ ولا نُقْصَانِ

والخمرُ في الدنيا فهذَا وَصْفُها ... تَغْتَالُ عَقْلَ الشارِبِ السَّكْرانِ

وبها مِن الأدْواءِ ما هَي أهْلُهُ ... ويُخَافُ مِن عَدمٍ لِذِيِ الوِجْدَانِ

فَنَفَى لَنَا الرحمنُ أجْمَعَهَا عنَ ... الخمْرِ التي في جَنَّةِ الحَيَوانِ

وشَرَابُهُم مِن سَلْسَبْيلٍ مَزْجُهُ ... الكَافُورُ ذَاكَ شَرَابُ ذِي الإِحْسانِ

هَذا شَرَابُ أولِي اليمين ولكن ... الأبْرَارُ شُرْبُهُمُ شَرَابُ ثانِ

يُدْعَى بِتسْنيم سَاَمٍ شَرابُهمْ ... شُرْبُ المقَرَّبِ خِيرَةِ الرحمنِ

صَفَّى المُقَرَّبُ سَعْيهُ فَصَفَى لَهُ ... ذَاكَ الشَّرابُ فَتلكَ تَصْفِيَتَانِ

لَكِنَّ أصحابَ اليمينِ فأهْلُ مَزْ ... جٍ بالمُبَاحِ ولَيسَ بالعِصْيَانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>