للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكَمْ يُنَحَّى وَيُنْفى كُلُّ مُبْتَدِعٍ ... عَنْ وِرْدِهِ وَرِجالٌ أَحْدَثُوا الْغِيَرَا

وأَنَّ جَسْرًا عَلَى النِّيران يَعْبُرُهُ ... بِسُرْعةٍ مَنْ لِمِنْهَاج الهُدَى عَبَرَا

وأَنّ إيمَاننا شَرْعًا حَقِيقتُهْ ... قَصْدٌ وَقَولٌ وَفِعْلٌ لِلَّذِي أَمَرَا

وَأَنّ مَعْصِيَةَ الرَّحْمنِ تُنْقِصُهُ ... كَمَا يَزيُدُ بِطاعَاتٍ الَّذِي شَكَرا

وأَنَ طاعَةَ أُولي الأَمْرِ واجِبَةٌ ... مِنَ الْهُداةِ نُجُوم الْعِلْمِ والأُمَرَا

إلاَّ إذا أَمَرُوا يَومًا بِمَعْصِيَةٍ ... مِنَ المَعَاصِي فَيُلْغَى أَمْرُهُمْ هَدَرَا

وَأَنّ أَفْضَلَ قَرْنٍ لَلَّذِينَ رَأوا ... نَبِيَّنا وَبِهِمْ دِينُ الهُدى نُصِرَا ...

أعْنِي الصّحَابةَ رُهْبانًا بِلَيلِهِمُ ... وفي النَّهَارِ لَدَى الْهَيجَا لَيُوثُ شَرَى

وَخَيرُهُمْ مَنْ وَلِيَ مِنْهُمْ خلافَتَهُ ... والسَّبْقُ في الْفَضْلِ لِلصِّدِّيقِ مَعْ عُمَرا

والتّابِعُون بإحْسانٍ لَهُمْ وكَذا ... أَتباعُهُم مِمَّنْ قَفَى الأَثَرَا

ووَاجِبٌ ذِكْرُ كُلٍّ مِنْ صَحَابَتِهِ ... بالْخَيرِ والْكَفِّ عَمَّا بَينَهُم شَجَرَا

فلا تَخُضْ في حُرُوب بَينَهُم وَقَعَتْ ... عن اجْتهادٍ وَكُنْ إِنْ خُضْتَ مَعْتَذِرَا

والاقْتِداءُ بِهِمْ في الدِّين مُفْتَرَضٌ ... فاقْتَدِ بِهِمْ وَاتبَعِ الآثارَ والسُّوَرَا

وَتَرْكُ مَا أَحْدَثَهُ المُحْدِثون فَكَمْ ... ضَلالةٍ تُبِعَتْ وَالدِّيِنُ قَدْ هُجِرَا

إِنَّ الهُدى ما هَدَى الهَادِي إِلَيه ومَا ... بِهِ الْكِتابُ كَتَابُ اللهِ قَدْ أمَرَا

فلا مِراءَ وما في الدِّين مِنْ جَدَلٍ ... وَهَلْ يُجَادِلُ إلاَّ كُلُّ مَنْ كَفَرا

فَهَاكَ في مَذْهَبِ الأَسْلافِ قَافِيةً ... نَظَمًا بَدِيعًا وَجِيزَ اللَّفْظِ مُخْتَصَرا

يَحْوي مُهمّات بابٍ في الْعَقِيدة مِنْ ... رَسَائِلِ ابْن أبِي زَيد الّذي شُهِرَا

والحّمدْ للهِ مَولاَنَا ونَسْألهُ ... بأنْ يثُبتَنَا ويُعْلي لَناَ قَدْرَا

وأنْ يصَلِّي عَلي المَبْعُوثِ سَيّدِنَا ... مَنْ أنْذَر الثَّقَليَنِ الجِنَّ وَالبشَرَا

وَدِينُه نَسَخَ الأدَيانَ أجْمَعَهَا ... وليس يُنْسَخُ ما دَامَ الصَّفا وَحِرَا

مُحَمَّدٌ خَيرُ كُلِّ العَالَمَينَ بِهِ ... خَتْمُ النَّبيّين والرُّسْل الْكِرامِ جَرَا

<<  <  ج: ص:  >  >>