للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سُبحانَ مَنْ خَلَق الإِنْسَانَ مِن عَجَلِ ... فَلَيْسَ يَمْشي إلى شَيءٍ عَلَى مَهَلِ

ولا يَقُولُ سِوى: هَذا وذلكَ لِي ... مُقَسِّم الحَالِ بَيْنَ الحِرْصِ والحِيَلِ

فَلَيْسَ تَلْقاه إلاَّ ضارِعًا حَذِرَا

سُبحانَ مَنْ زَانَهُ بالعِلْم والأَدِبِ ... وبالفضائِل والإِيمانِ والطَّلَب

فَلا يَزالُ حَلِيْفَ الفِكْرِ والتَّعَبِ ... رَامَ الكَمالَ فَلَمْ يَبْلُغْ ولَمْ يَخِبِ

ولَمْ يَرِد بعدُ في رِيٍّ ولا صَدَرَا ...

سُبحانَ مَنْ شانُهُ بالكِبْرِ والأشَرِ ... يُمْسي ويُصبحُ في غَيٍّ وفي بَطَرِ

مَرَدَّدُ العَزْمِ بَيْنَ الجُبْنِ وَالخَوَرِ ... لا يَسْتَفِيقَ مِنَ الشَّكْوَى إلَى البَشَرِ

وَلا يُزَحْزَحُ عَنْ ظُلْمٍ إذَا قَدَرَا

سُبْحَانَ مُحْرِقِهِ فِي وَقْدَةِ الْحَسَدِ ... فَلا يَزَالُ أَخَا غَيْظٍ وَفِي نَكَدِ

كالبحرِ يَرْمي إلى العَيْنَينِ بالزَّبَدِ ... إذَا رَأَى أَثَرَ النُّعْمَى عَلَى أَحدِ

يَودّ لَوْ كَانَ أَعْمَى لا يَرى ضَجَرَا

سُبحانَ مَنْ خَصَّ بالإِيمان أنفُسَنَا ... وخافَهُ مِن عَذَابِ النَّارِ أنْفَسُنَا

لولاهُ لَمْ نَعْرِف المعروفَ والحَسنَا ... ولا استَفَدنَا لِسَانًا نَاطِقًا لَسِنَا

ولا دَرَيْنا: أَباحَ الشرعُ أو حَظَرَا؟

سُبحانَ مَنْ جَعَلَ الإِيمانَ بالقَدَرِ ... والحشْرَ والنَّشْرَ مَنْجِاةً مِن الضَّرَرِ

فَلا خُلودَ مَعَ الإِيمانِ في سَقَرِ ... ولا وًصولَ إِلَى أَمْنِ بلا حَذَرِ

حتى تكونَ لأمْر اللهِ مُؤْتَمِرَا

سُبحانَ مَنْ هو يَومَ الفصلِ يَجْمعُنَا ... ولِلنْعيمِ بِفَضْلٍ منه يَرْفعُنَا

مِن بَعْدِ رُؤْيِة أهْوالٍ تُرَوِّعُنَا ... يُرَى لَهَا وَالِهًا هَيْمانَ أوْرَعُنَا

حَيرانَ عُرْيانَ يُبْدِي كلَّ مَا سُتِرَا

سُبحانَ مَنْ يَحْشُرُ الإِنْسَانَ مُكْتَئِبَا ... خوفَ الجَزاءِ ويُجْزيهِ بما كَسَبَا

<<  <  ج: ص:  >  >>