للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُلْ لِلْعَواذِلِ إنِ رَمَيتُمِ مِصْرَنَا ... بِتَخَلّفِ التّصنِيعِ والتّعْدِينِ

مِصْرُ الحَدِيثَةِ قَدْ عَلَتْ وتقدمَتْ ... في صَنْعَةِ التَّعْذِيبِ والتَّفْرِينِ!!

وَتَفَنَّنَتْ - كَي لا يَمَلَّ مُعَذّبٌ - ... فِي العَرْضِ والإخْرَاجِ والتَّلِوينِ!

أسَمِعْتَ بالإنسانِ يُنْفَخُ بُطْنُهُ ... حَتَى يُرَى فِي هَيّئةِ «البَالُونِ»؟!

أسَمِعْتَ بالإنسانِ يُضْغُطُ رأسُهُ ... بالطّوقِ حَتّى يَنْتَهِي لِجُنُونِ!

أسَمِعْتَ بالإنسانِ يُشْعَلُ جِسْمُهُ ... نَارًا وقدَ صَبَغُوهُ بـ: «الفَزْلِينِ»؟

أسَمِعْتَ ما يَلْقَى البَرئُ وَيصَطَلِي ... حَتَّى يَقُولَ: أنَا المُسِيءُ .. خُذُونِي!

إنْ كُنْتَ لَمْ تَسْمَعْ فَسَلْ عَمَّا جَرَى ... مِثْلِي .. ولاَ يُنْبِيكَ مِثْلُ سَجِينِ

واسْأَلْ ثَرى «الحَرْبيِّ» أَو جُدْرَانَهُ ... كَمْ مِن كَسْيرٍ فِيهِ أَو مَطْعُونَ!؟

وسَلِ السَّياطَ السُودَ كَمْ شَربَتْ دَمًا ... حَتىَّ غَدَتْ حُمْرًا بِلاَ تَلْوِينِ!

وسَلَ «الَعَرُوسَةَ» قُبّحَتْ مِنَ عَاهِرٍ ... كَمْ مِن جَرِيحٍ عِنْدَهَا وَطَعِينِ!

كَمْ فِتْيَةٍ زُفُوا إليهَا عُنْوَةً ... سَقَطُوا مِنَ التَّعْذِيبِ والتَّوهِينِ

وأَسْألْ «زَنَازِينَ» الجلِيدِ تُجِبكَ عَن ... فَنّ العَذابِ وصَنْعَةِ التّلْقِينِ

بالنارِ أو بالزَّمهْرَيرِ .. فتِلْكَ فِي ... حِينٍ، وهَذَا الزَّمْهَرِيرُ بحِينِ

يُلْقَى الفَتَى فِيهِ لَيالِيَ عَارِيًا ... أَو شِبْهَ عَارٍ في شَتَا كَانُونِ

وهُنَاكَ يُمْلِىِ الاعترافَ كَمَا اشْتَهَوا ... أو لاَ ... فَوَيلُ مُخَالِفٍ وَحَرُونِ

وسَل «المُقَطَّمَ» وهْوَ أَعْدَلُ شَاهِدٍ ... كَمْ مِن شَهِيدٍ في التِّلالِ دَفِينِ

قَتلَتْهُ ظُغْمَةُ مِصْرَ أَبشَعَ قِتْلةً ... لا بِالرَّصَاصِ ولا القَنَا المَسْنُونِ

بَلْ عَلَّقُوهُ كَالذَّبِيحَةِ هُيّئَتْ ... لِلْقَطْعِ والتَّمْزِيقِ بالسِّكِين ..

وتَهَجَّدُوه فِيهِ لَيَالي كُلُّهَا ... جَلَدٌ وهُمُ فِي الجَلْدِ أهْلُ فُنُونِ

فإذا السَّيَاطُ عَجِزْنِ عَن إنْطَاقِهِ ... فالْكَيُّ بِالنِيرَانِ خَيرُ ضَمْين!!

ومَضَتْ لَيَالٍ والعَذَابُ مُسَجَّرٌ ... لِفَتَى بِأيدِي المُجْرِمِينَ رَهِينِ

لَمْ يَعْبَئُوا بِجِرَاحِهِ وصَدِيدِهَا ... لَمْ يَسْمَعُوا لِتَأوُّهٍ وأنِينِ

قَالُوا: اعْتَرِفْ أَوْ مِتْ .. فأَنْتَ مُخَيرٌ!! ... فأبَىَ الفَتَى إلاَّ اخْتِيَارَ مَنُونِ

وجَرَى الدَّمُ الدَّفاقُ يَسْطُرُ في الثَّرى: ... يَا إخْوتِي اسْتُشْهِدْتُ فاحْتِسَبُونِي

لا تَحْزَنُوا؟ إنّي لِرَبِيِ ذَاهِبٌ ... أَحْيَا حَيَاةَ الحَرُ لا المَسْجُونِ ...

وامْضُوا عَلىَ دَرْبِ الهُدى لا تَيئسُوا ... فاليَأْسُ أَصْلُ الضَعْف والتَّوهينِ

<<  <  ج: ص:  >  >>