للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن جَهِلُوا عليكَ فقُلْ: سلامٌ ... لَعَلَّكَ سَوْفَ تَسْلَمُ إنْ سَلِمْتَا

وَمَنْ لَكَ بالسَّلامَةِ في زَمَانٍ ... يُزِلُّ العُصْمَ إلاَّ إِنْ عُصِمْتَا

ولا تَلْبثْ بِحَيٍّ فيهِ ضَيْمٌ ... يُميتُ القَلْبَ إلاَّ إنْ كُبِلْتَا

فَغَرِّبْ، فالتَّغَرُّبُ فيه خَيْرٌ ... وَشَرِّقْ إنْ بِرِيْقِكَ قدْ شَرِقْتَا

فَلَيسَ الزُّهْدُ في الدنيا خُمُولاً ... فأنْتَ بها الأميرُ إذا زَهِدْتَا

فَلَو فَوقَ الأمِيرِ يكُونُ عَالٍ ... عُلُوًّا وارْتِفَاعًا كُنْتَ أَنْتَا

فإنْ فارَقْتَهَا، وَخَرجْتَ منها ... إلى دارِ السَّلامِ، فقد سَلِمَتَا

وإنْ أكرْمتَها، وَنَظَرْتَ فيها ... بإجْلالٍ، فنفسَكَ قدْ أهَنْتَا

جَمَعْتُ لكَ النَّصَائحَ فامتَثِلْها ... حَيَاتَكَ، فَهْيَ أفضَلُ ما امتَثَلْتَا

وَطَوَّلْتُ العِتابَ، وَزِدْتُ فيهِ ... لأنكَ في البَطَالةِ قدْ أَطَلْتَا

فلا تأخُذْ بتَقْصِيرِي، وَسَهْوي ... وَخُذْ بِوَصِيَّتي لَكَ إنْ رُشِدْتَا

<<  <  ج: ص:  >  >>