للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما أشْغُلَ الْمَيِّتَ عَنْ باكِيهِ

أَسْلَمَ مَقْبُورًا مُشَيِّعُوهُ ... انْصَرَفُوا عَنْهُ وَخَلِّفوهُ

ساعَةَ سَوَّوْا تُرْبَهُ عَلَيْهِ ... وَلَّوْا وَلمْ يَلْتَفِتوا إلَيْهِ

سَيَضْحَكُ البْاكُونَ بَعْدَ الْمَيْتِ ... لا بَلْ سَيَلْهُونَ بِلَوْ وَلَيْتِ

إنَّا إلَى اللهِ لَراجِعُونا ... حَتّى مَتى نَحْنُ مُضَيِّعُونا

بَيْنا امْرُؤٌ بَيْنَ يَدَيْكَ حَيَّا ... إِذْ صِرْتَ لا تُبْصِرُ مِنْهُ شَيَّا

أَعانَنا اللهُ عَلى لِقائِهِ ... كَمْ مُخْطِئٍ ذِي عَجَبٍ بِرائِهِ

ما الناسُ إلاّ وَارِدٌ وَصادِرُ ... الطَّمْعُ لِلْغالِبِ فَقْرٌ حاضِرُ

طُوبى لِمَنْ يَقْنَعُ ما أَغْناهُ ... وَيْحَ مَنِ اسْتَعْبَدَهُ هَواهُ

أُخَيَّ لا تَذْهَبْ بِكَ الْمَذاهِبُ ... أَظَلَّكَ الْمَوْتُ وأنْتَ لاعِبُ

أُخَيَّ إِنَّ الْمَوْتَ قَدْ أَظَلَّكَا ... هَلْ لَكَ أَنْ تُعْنَى بِهِ لَعَلَّكا

اللهُ رَبِّي قُوَّتِي وَحَوْلِي ... اللهُ لِي مِنْ يَوْمِ كُلِّ هَوْلِ

يا رَبِّ سَلِّمْنا وَسَلِّمْ مِنّا ... وَتُبْ عَلَيْنا وَتجاوَزْ عَنَّا

يا رَبِّ إِنَّا بِكَ حَيْثُ كُنَّا

كمْ فَلْتَةٍ لِيْ قَدْ وُقِيْتُ شَرَّهَا ... مَا أَنْفَعَ الدُّنْيا وَما أَضَرَّها

إِنَّا مِنَ الدُّنْيا لِفَي طَرِيقِ ... إِلَى الْغَسَاقِ أَوْ إِلَى الرَّحِيقِ

ما هِيَ إِلاَّ جَنَّةٌ وَنارُ ... أَفْلَحَ مَنْ كَانَ لَهُ اعْتِبارُ

كَاسَ امْرُؤٌ مُتَّعظٌ بِغَيْرِهِ ... دَعْ شَرَّ ما تأْتي وَخُذْ في خَيْرِهِ

خَلاَ أَخٌ عَنْكَ فَلا تُخَلِّهِ ... مَنْ لَكَ يَوْمًا بِأَخيكَ كُلِّهِ

مَنْ يَسْألِ النَّاسَ يَهُنْ عَلَيْهِمُ ... بُؤْسَى لِمَنء حاجَتُهُ إلَيْهِمُ

أنَّى تَرى مُجْتَمِعًا لا يَقْتَرِقْ ... وَكُلُّ ما زادَ فَلِلنَّقْصِ خُلِقْ ...

مَنْ يَسْألِ النَّاسَ يُخَيِّبُوهُ ... وَيُعْرِضُوا عَنْهُ وَيُصْغِرُوهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>