للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - فصل: معرفة الله وجبت بالشرع، ولو لم يبعث الله الرسل لم يجب علينا معرفة الله ولا عبادته.

ولكن لما أرسل الله الرسل لم نعلم صدقهم إلا بالنظر بمعجزاتهم (١). وعرفنا الله تعالى بالعقل.

وقالت المعتزلة والقدرية: معرفة الله وجبت بالعقل ولو لم يبعث الله الرسل لكان في العقول ما يدل على توحيدهم لله سبحانه (٢).

وهذا نفس قول البراهمة الذين قالوا بإبطال الوسائط (٣).

والدليل على بطلان قولهم قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (٤)


(١) دلالة المعجزة على صدق الرسل دليل صحيح، وقد أيد الله رسله بالمعجزات لكن يمكن الاستدلال على صدق الرسول بالنظر في أحواله ودعوته، لهذا آمنت خديجة وأبو بكر وغيرهم من الصحابة من دون طلب معجزة أو ظهورها لهم، وقد استدل هرقل على صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم- بالسؤال عن أحواله ودعوته فليست المعجزات هي الدليل الوحيد لصدق الرسل كما يزعم أهل الكلام. انظر: شرح الطحاوية ص ١٥٨، الإرشاد للجويني ص ٢٧٨.
(٢) انظر: كلام القاضي عبد الجبار في وجوب النظر وأن معرفة الله وجبت بالعقل وأنه لا يحتاج في ذلك إلى سمع في كتاب المغني ١٤/ ١٥١.
(٣) الميلاد نسبة إلى براهما: وهو في زعمهم القوة العظيمة السحرية الكامنة التي تطلب كثيرا من العادات. انظر: أديان الهند الكبرى ص ٤٣.
وقولهم بإنكار النبوات مشهور عنهم ذكره الغزالي وابن حزم، ورد عليهم في ذلك وذكره ابن الجوزي والسكسكي أيضا. انظر: قواعد العقائد ص ٢١٢، الفصل ١/ ٩٦، تلبيس إبليس ص ٨٧، البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان ص ٥١.
(٤) الإسراء آية (١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>