(٢) لم أقف على هذا القول للمعتزلة والمشهور عنهم القول بحدوث العالم، ويجعلون حدوث العالم دليلهم على وجود الله عزوجل ومغايرته للمخلوق، أما قولهم بأن المعدوم شيء السابق ذكره والمنسوب إليهم فإنه يلزم منه القول بالقدم باعتبار أن العدم سبق جميع المخلوقات فهي كائنة بعد أن لم تكن إلا أن لازم المذهب ليس بمذهب على الصحيح لأن اللوازم قد يغفل عنها صاحب المقالة ولم يكن يقصدها في كلامه وتقريره، والذين يعزى إليهم القول بقدم العالم هو أرسطو وأتباعه من الفلاسفة. انظر قول المعتزلة في حدوث العالم في شرح الأصول الخمسة ص ١١٠ - ١١٦، وانظر: قول الفلاسفة في تهافت الفلاسفة للغزالي ص ٨٨، وفي منهاج السنة النبوية ١/ ١٤٨ وما بعدها. وانظر: أن لازم المذهب ليس بمذهب في جلاء العينين ص ٤٨. (٣) الجاثية آية (٤٨).