للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - فصل

ومن أصول القدرية الفاسدة التي بنوها على عقولهم الفاسدة وخالفوا بها الكتاب وإجماع المسلمين قولهم: إن المعدوم شيء (١).

وعندنا: أن اسم الشيء لا يقع إلا على الموجود فالموجود هو شيء والشيء هو الموجود.

وعند أهل اللغة: أن المعدوم لم يستحق اسماً لعدمه وما يقوم به.

والقدرية: قائلون بقدم العالم، فعبروا عنه بقولهم المعدوم شيء والعالم في حال عدمه كهو في حال وجوده، وأن الله لم يتقدم الأشياء في كونها أشياء (٢).

وهذا قول الدهرية: الذين أخبر الله عنهم بقوله: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ} (٣).


(١) ذكر هذا عنهم ورد عليهم فيه ابن حزم وألزمهم بأن هذا موصل إلى القول بقدم الأشياء إذا وصفت في حال العدم بأنها شيء وهذا كفر. انظر: الفصل ٤/ ٤٢ - ٤٦، وانظر: الموقف الأيجي فقد نسب هذا القول إلى المعتزلة ما عدا أبي الحسين البصري وأبي الهذيل العلاف. المواقف ٥٣.
(٢) لم أقف على هذا القول للمعتزلة والمشهور عنهم القول بحدوث العالم، ويجعلون حدوث العالم دليلهم على وجود الله عزوجل ومغايرته للمخلوق، أما قولهم بأن المعدوم شيء السابق ذكره والمنسوب إليهم فإنه يلزم منه القول بالقدم باعتبار أن العدم سبق جميع المخلوقات فهي كائنة بعد أن لم تكن إلا أن لازم المذهب ليس بمذهب على الصحيح لأن اللوازم قد يغفل عنها صاحب المقالة ولم يكن يقصدها في كلامه وتقريره، والذين يعزى إليهم القول بقدم العالم هو أرسطو وأتباعه من الفلاسفة. انظر قول المعتزلة في حدوث العالم في شرح الأصول الخمسة ص ١١٠ - ١١٦، وانظر: قول الفلاسفة في تهافت الفلاسفة للغزالي ص ٨٨، وفي منهاج السنة النبوية ١/ ١٤٨ وما بعدها. وانظر: أن لازم المذهب ليس بمذهب في جلاء العينين ص ٤٨.
(٣) الجاثية آية (٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>