كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار

١١٨ - فصل - في الدجال وأنه خارج كما ورد - ج: 3 - ص: 806

١١٨ - فصل

وعند أهل الحديث أن خروج الدجال حق وقالت المبتدعة الدجال كل رجل خبيث (١).

والدليل على ما ذكرناه ما روى أبو عبيدة بن الجراح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لم يكن نبي بعد نوح إلا قد أنذر قومه الدجال وإني أنذركموه"، فوصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "لعله سيدركه بعض من رآني وسمع كلامي"، قالوا: يا رسول الله فكيف قلوبنا يومئذ، قال: "مثلها اليوم أو خير" (٢).

وروى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما بعث نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب إلا أنه أعور وإن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل من كره عمله" (٣)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدجال يخرج من أرض المشرق يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم (٤) المجان المطرقة" (٥).

---

(١) ذكر النووي في شرح مسلم ١٨/ ٥٨ عن القاضي عياض أنه قال: "هذه الأحاديث التي ذكرها مسلم وغيره في قصة الدجال حجة لمذهب أهل الحق في صحة وجوده وأنه شخص بعينه ابتلى الله به عباده، وأقدره على أشياء تقع بقدرة الله ومشيئته، ثم يعجزه الله عز وجل ويبطل أمره ويقتله عيسى صلى الله عليه وسلم ويثبت الله الذين آمنوا، وهذا مذهب أهل السنة وجميع المحدثين والفقهاء والنظار خلافا لمن أنكره من الخوارج والجهمية وبعض المعتزلة". اتنهى ملخصا. كما أنكر الدجال المدرسة العقلية الحديثة محمد عبده ومن تابعه في هذا النهج وزعموا أن الدجال رمز للخرافات والدجل والقبائح التي تزول بتقرير الشريعة على وجهها والأخذ بأسرارها وحكمها. انظر: منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير ص ٥٢١ والأحاديث الصحيحة الصريحة التي سيذكرها المصنف - رحمه الله - هنا ترد على هذا التأويل الباطني المنحرف.
(٢) أخرجه ت. كتاب الفتن (باب ما جاء في الدجال) ٤/ ٥٠٧ د. كتاب السنة (ب في الدجال) ٢/ ٢٨٢، والحديث منقطع فإن عبد الله ببن سراقة الأزدي لم يسمع من أبي عبيدة كما ذكر ذلك البخاري. انظر: التقريب - ص ١٧٥.
(٣) أخرجه خ. كتاب الفتن (ب ذكر الدجال) ٩/ ٥٠ م. كتاب الفتن (ب ذكر الدجال) ٤/ ٢٢٤٨ وليس في روايتهما قوله (يقرأه كل من كره عمله) وإنما ذكرها مسلم من حديث ابن شهاب عن عمر ابن ثابت الأنصاري عن بعض أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يوم حذر الناس من الدجال "إنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل من يكره عمله".
(٤) في الأصل (عيونهم) والصواب ما أثبت كما في - ح - ومصادر الحديث.
(٥) أخرجه ت. كتاب الفتن (ب علامة الدجال) ٤/ ٥٠٩ من حديث أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وقال الترمذي حديث حسن غريب وقد وقد رواه عبد الله بن شوذب وغير واحد عن أبي التياح ولا نعرفه إلا من حديث أبي التياح، انتهى. وأبو التياح عو يزيد بن حميد الضبعي ثقة ثبت. انظر: التقريب ص ٣٨١، كما أخرجه عنه جه. كتاب الفتن (ب فتنة الدجال) ٢/ ١٣٥٣ حم. ١/ ١٣ بتحقيق أحمد شاكر، الحاكم في المستدرك (كتاب الفتن والملاحم) ٤/ ٥٢٧ وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، وصحح الحديث الشيخ أحمد شاكر في التعليق على المسند.