للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتأولت المعتزلة ومن تابعهم فول الله سبحانه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} على أن الاستواء هو الاستيلاء والقهر بقول الشاعر:

قد استوى بشر على العراق … من غير سيف ولا دم مهراق (١)

والجواب: أنه لا يقال هذا إلا لمن كان عاجزاً عن قهر شيء ثم قهره


(١) تقدم بيان القائلين بإنكار الجهة لله عزوجل ص ٤٧٨ في التعليق، وجميع الذين زعموا بأن الاستواء هو الاستيلاء استدلوا بالبيت المذكور هنا وزعموا أن معنى (استوى) فيه استولى وكذلك هو المعنى عندهم في جميع الآيات المصرحة باستواء الله على عرشهن فحكموا بهذا البيت على ألفاظ القرآن الكريم وحملوها ما لا تحتمل مع أنه بيت لا يعرف قائله، وسيأتي بيان أن استوى لا تأتي بمعنى استولى، وأن استولى لا تصح إلا في حالة المغالبة والله لا مغالب له، وقد رد على الجهمية ومن وافقهم في هذا التحريف ابن القيم - رحمه الله - باثنين وأربعين وجهاً. انظر: مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ٢/ ١٢٦ - ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>