(٢) هكذا في النسختين وعند اللالكائي هكذا (ليس هذا معناه استولى) وما عند المصنف هنا صحيح أنه استفهام حذفت منه الهمزة. (٣) هكذا في النسختين وعند اللالكائي بدون الواو. (٤) الأمد في اللغة: هو الغاية والمراد هنا بالأمد الغاية التي ينتهي إليها السباق بين المتسابقين. انظر: اللسان ١/ ١٢٥. وقد أخرج هذا الأثر اللالكائي في السنة ٣/ ٣٩٩، والذهبي في العلو ص ١٣٣، وذكره ابن منظور في لسان العرب ٣/ ٢١٦٤، وانظر: ديوان النابغة ص ١٣. والنابغة هو زياد بن عمرو بن معاوية بن ضباب الذبياني يكنى أبا ثمامة، وهو قول شاعر جاهلي صاحب أحد المعلقات العشر. انظر: شرح القصائد العشر ص ٣٤٩. (٥) هذه من شبه الجهمية ومن تابعهم كالأشعرية في نفيهم العلو عن الله عزوجل، فزعموا أن من قال إنه في العلو أو فوق العرش فقد حدده، وقال بافتقار الله إلى المكان وأن الجهة والمكان تحيط به. وهذا من الخرص الباطل ونفي الحق الثابت بالتموهات الفاسدة، والكلام المخالف لصريح الكتاب والسنة، ولهذا قال الإمام الشافعي - رحمه الله -: "حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في القبائل والعشائر ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام" وقد تقدم ص ١٢٩. فهذه اللوازم المذكورة هنا ليست مما ورد في القرآن والسنة حتى يعتمد على إثبات مدلولها والقول بمفهومها أو نفي ما ثبت لأجلها، فلهذا يستفسر عن مراد قائلها، فإن فسرها بالحق قبل، وإن فسرها بالباطل رد، فإن أرادوا بقولهم بأن القول بأنه على العرش يفضي إلى أنه يكون محدوداً بحد على قدر العرش أو حد يعلم به قدر ذاته جل وعلا، فهذا باطل لم يقله أحد من سلف الأمة ولم يقصدوه في كلامهم. وإن أرادوا أنه لا حد له ولا غاية بحيث يقال: إنه في كل شيء فهذا باطل، فإن الله عزوجل ليس داخلاً في ذاته شيء من مخلوقاته، وليس هو في شيء من مخلوقاته، بل هو بائن عنها. وقد ثبت عن عبد الله بن المبارك - رحمه الله - أنه قال: "نعرف ربنا فوق سبع سموات على العرش بائن من خلقه ولا نقول كما قالت الجهمية أنه ههنا - وأشار إلى الأرض - ". الأسماء والصفات ص ٥٣٨. فأثبت - رحمه الله - مباينة الله لخلقه بحيث لا يدخل فيهم ولا يدخلون فيه، ورد على الجهمية والحلولية القائلين إنه في كل مكان، وهو معنى قول الإمام أحمد - رحمه الله - "إن الله على العرش فوق السماء السابعة بائن من خلقه، وقدرته وعلمه في كل مكان". انظر: السنة للالكائي ٣/ ٤٠١. وإن أرادوا بأنه يفضي إلى إثبات الجهة بمعنى أنه محصور داخل الكائنات بحيث صارت تحده فهذا لم يرد عن السلف ولا هو في قولهم بل استنكروه وردوه وهو مراد باطل. وإن أرادوا بالجهة أنه مباين للعالم وفوقه فهذا ما دل عليه القرآن والسنة والعقل والفطرة ولا تترك هذه الأدلة والبراهين لتوهمات باطلة وشبه فاسدة. وكذلك قولهم في المكان إن أرادوا به مكاناً يحويه ويحيط به جل وعلا ويتمكن منه فهذا لم يقله السلف بل صرحوا بأنه جل وعلا بائن من خلقه، وأنه الغني بذاته جل وعلا وكل شيء يفتقر إليه. وإن أرادوا بالمكان أنه ليس فوق العرش ولا في السماء فهذا النفي باطل لأنه قد جاء القرآن والسنة والعقل والفطرة بإثباته.