للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٨ - فصل

ذكر اللالكائي في مسنده (١) عن أبي (العباس) سهل (٢) بن سعد - رضي الله عنه - قال: "تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (٣)، وغلام جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بلى والله يا رسول الله إن عليها لأقفالها فلا يفتحها إلا الذي أقفلها، فلما ولي عمر - رضي الله عنه - طلبه ليستعمله، وقال: لم يقل ذلك إلا من عقل" (٤).

وعن ابن عباس - رضي الله عنه - في قوله تعالى: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (٥) قال: "الشقاوة والسعادة والموت" (٦).


(١) تقدمت ترجمة اللالكائي وكذلك التعريف بكتابه (شرح أصول اعتقاد أهل السنة) ص ٩٦، ولم أقف على شيء من كتبه يسمى بالمسند فلعل هذه الكلمة محرفة هنا والمراد بها "السنة" وهو الكتاب المتقدم وقد يكون أن إطلاقه عليه "المسند" لأن الأحاديث فيها مسندة.
(٢) في النسختين كتب "أبي سهل" وليس في الصحابة من يسمى أبو سهل ابن سعد، وعند اللالكائي عن سهل بن سعد الصحابي المعروف، فلعله سقط المضاف في الكنية وهو العباس فتكون عن أبي العباس سهل بن سعد كما أثبت.
(٣) سورة محمد صلى الله عليه وسلم آية (٢٤).
(٤) أخرجه اللالكائي في السنة ٣/ ٥٥، وإسناده ضعيف فإن مقدام بن داود الرعيني ذكره الذهبي في الميزان وقال: قال النسائي: "ليس بثقة"، وقال ابن يونس وغيره: "تكلموا فيه"، ميزان الاعتدال ٤/ ١٧٦. وفيه أيضاً ذويب بن عمامة السهمي قال الذهبي: "ضعفه الدار قطني وغيره". ميزان الاعتدال ٢/ ٣٣، وأخرج الطبري نحوه في تفسيره ٢٦/ ٨٥ عن هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه مرسلاً.
(٥) الرعد آية (٣٩).
(٦) أخرجه اللالكائي في السنة ٣/ ٥٥٢، هكذا وهو من رواية المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عنه، والمراد هنا أن الشقاء والسعادة والموت يرجع إلى قوله: {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} فلا محو فيها، فتوافق ما أخرجه الطبري في تفسيره ١٣/ ١٦٦ من عدة طرق عن المنهال بن عمرو بسنده إلى ابن عباس قال: "يدبر الله أمر العباد فيمحو ما يشاء إلا الشقاء والسعادة والموت". فجميع الروايات عنه على استثناء الشقاوة والسعادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>