للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له الإعادة بما (١) ذكر من التأليف اللطيف، فلا حجة له عليه ولا سبيل له إلى العلم بذلك، ولا لأحد من الخلق وقد أكذب الله سبحانه من ادعى العلم بذلك فقال: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ} وقد خلق الله أشياء من غير شيء، فإذا ثبت عجزهم عن إعادة خلق الغصن المقطوع دل على عجزهم عن خلق إبانته.

قال القدري: وأما الموت فقد اختلف فيه (فمنهم من قال) (٢): إنه معنى من جملة الأعراض، ومنهم من يقول: إنه ليس بمعنى وإنما هو عدم الحياة (٣).

فمن قال: إنه معنى لا يقدر عليه إلا الله، والقتل هو: تخريب البنية إذ حصل بسببه الموت، والموت معنى سوى ذلك، فلا يلزم من قدر على شيء أن يقدر على غيره لا سيما إذا كان من غير جنسه، والموت من غير جنس الحياة فلا يلزم علينا هذا الإلزام.

والجواب: أن يقال لهذا المخالف: المشهور من مذهب أكثر القدرية القول بأنهم يقدرون على أن يخلقوا في محل الحياة ضداَ ينافي الحياة (٤)، وضد الحياة الموت فشاركوا بذلك قول نمرود: {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيت} (٥)، ومن قال هذا


(١) في الأصل (لما) وفي - ح- كما أثبت.
(٢) (فمنهم من قال) ساقطة من - ح-.
(٣) ذكر هذه الأقوال أبو الحسن الأشعري في المقالات ولم ينسبها. مقالات الإسلاميين ٢/ ١٠٩.
(٤) انظر: مقالات الإسلاميين ٢/ ١٠٨ - ١٠٩.
(٥) البقرة آية (٢٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>