للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣ - فصل

ذكرت في الرسالة أخباراً ثبتت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- في الصحاح (١) وهو قوله - صلى الله عليه وسلم-: "لا تجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم" (٢) وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم شيعة الدجال" (٣).


(١) هذا الوصف من المصنف - رحمه الله - فيه تجوز وتساهل لأن الكتب التي اتفق العلماء على وصفها بالصحة من الكتب المصنفة في الحديث هما الجامع الصحيح للبخاري وصحيح مسلم وبعض العلماء يتساهل ويطلق ذلك أيضاً على السنن الأربعة كما يفعل صديق حسن خان في كتابه (الحطة)، كما أن الأحاديث التي يذكرها المصنف بعضها موضوع كما سيتبين في التعليق. انظر: النكت على كتاب ابن الصلاح ١/ ٣٧٢، تدريب الراوي ١/ ١٢٢.
(٢) أخرجه حم. ١/ ٣٠، د. كتاب السنة (ب. القدر) ٢/ ٢٧٢، والحاكم في المستدرك كتاب الإيمان ١/ ٨٥، وابن حبان. انظر: موارد الظمآن ص ٤٥١، وابن أبي عاصم في السنة ١/ ١٤٥، وقال بدل (لا تفاتحوهم) (لا تقاعدوهم)، وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة ٢/ ٣٨٧، والآجري في الشريعة ص ٢٣٩، واللاكائي في شرح أصول السنة ٤/ ٦٣٠، ومدار الحديث على يحيى بن ميمون الحضرمي عن حكيم بن شريك عن ربيعة الجرشي عن أبي هريرة عن عمر رضي الله عنه.
وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية ١/ ١٤١، وقال: هذا حديث لا يصح، وقد رواه الدارقطني من طرق كلها تدور على يحيى بن ميمون وقد كذبوه. قلت: لعل ابن الجوزي يقصد يحيى بن ميمون بن عطاء القرشي قال عنه ابن حجر: متروك. انظر: التقريب ص ٣٧٩.
أما الذي في السند فهو يحيى بن ميمون الحضرمي وهو مصرح به في جميع الروايات، وقد قال عنه ابن حجر: صدوق ولكن عيب عليه شيء متعلق بالقضاء. انظر: التقريب ص ٣٨٠، وإنما علة الحديث أن فيه حكيم بن شريك الهذلي وهو مجهول كما قال ابن حجر في التقريب ص ٨١، وضعفه الألباني لجهالة حكيم فقد قال في التعليق على المشكاة: "سنده ضعيف فيه حكيم بن شريك لا يكاد يعرف". مشكاة المصباح ١/ ٣٨، ومعنى قوله: "لا تفاتحوهم" أي لا يُفَاتَحُون الكلام ولا المناظرة إلا عند الضرورة بإثبات الحجة عليهم أو تبكيتهم. أشار إلى هذا الآجري. انظر: الشريعة ص ٢٣٩.
(٣) هذا الحديث ورد من عدة طرق لكن لا يخلو أي منها من مقال، فقد أخرجه د. كتاب السنة (ب. القدر) ٢/ ٢٧، من طريق أبي حازم عن ابن عمر - رضي الله عنهما - مرفوعاً، وهو منقطع لأن أبا حازم لم يسمع من ابن عمر. انظر: التهذيب ٤/ ١٤٣، وقد أخرجه الآجري في الشريعة ص ١٩٠، واللالكائي في السنة ٤/ ٦٣٩، موصولاً من طريق أبي حازم عن نافع عن ابن عمر والحديث على كثرة طرقه لا يخلو من مقال، وقد حسنه اللباني لكثرة طرقه. انظر: التعليق على المشكاة ١/ ٣٨، وقوله في الحديث: "وهم شيعة الدجال" لم ترد إلا في رواية حذيفة عند د. ٢/ ٢٧٠، حم ٢/ ٤٠٢، وفيها "وحق على الله أن يلحقهم به".

<<  <  ج: ص:  >  >>