للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبد المنصوح، إن شاء أنعم به عليه وإن شاء منعه منه، وأرسل عليه الشيطان وختم على قلبه عن قبوله وأضله عنه وقد انتفع الناصح والمذكر، ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى بما أخبر به عن نوح صلى الله عليه وسلم أنه قال: {ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم} (١).

فأضاف نوح صلى الله عليه وسلم النصح وإرادته إلى نفسه لأنهما كسب له وهو محل لخلق الله ذلك فيه، وأخبر أنه لا ينفعهم نصحه إن كان الله يريد أن يغويهم. والإغواء، والإضلال واحد (٢).

وهكذا الكلام في دعاء الداعي الناس إلى الضلال هو قول له منهي عنه غير مأمور به، وهو كسب للداعي وخلق الله فيه وقبول القوم الذين دعاهم إليه أو ردهم له هو كسب لهم وخلق الله فيهم (٣).


(١) هود آية ٣٤.
(٢) انظر لسان العرب ٥/ ٣٣٢٠، مادة غوى.
(٣) يضاف إلى هذا أيضًا أن الناصح او الداعي إلى ضلالة سبب واضح في حصول الهداية او الضلال، لأن الله عز وجل قد جعل لكل شيء سببا ورتب المسببات على الأسباب وهذا أمر ظاهر في الشرع والعقل. وقد قال الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - {وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم} فدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - سبب في هداية الناس الصراط المستقيم ودخولهم الجنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>