للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٧ - فصل

وعند أهل (١) الحديث أن الجن وإبليس خلق من خلق الله يراهم من أراه الله إياهم وقالت المبتدعة: لا حقيقة للجن، وإبليس (٢) كل رجل سوء (٣) والدليل على ما ذكرناه أن الله سبحانه أخبر بكتابه عن إبليس وَأَمْرِه له بالسجود لآدم وتكبره عن السجود وإخراجه له من الجنة وسؤاله النظرة إلى يوم القيامة، وأخبر بكتابه عن الجن بقوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِن} (٤) الآيات كلها في هذه السورة.

ومن السنة ما روى أبو ثعلبة الخشنى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الجن على ثلاث فثلث لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وثلث حيات (٥) وكلاب، وثلث يحلون ويظعنون" (٦).


(١) في - ح - (أصحاب).
(٢) في الأصل (وإبليس عند) وفي - ح - كما أثبت ولا معنى لقوله هنا (عند).
(٣) الجن مخلوقات من مخلوقات الله عز وجل وهم مكلفون ومعاقبون إن فرطوا، وفيهم الصالحون والفاسقون، وهم يتناسلون ولهم قدرة على التشكل بهيئات غير هيئاتهم الحقيقية هذا مجمل اعتقاد السلف فيهم وأدلة هذا في الشرع ظاهرة، وأقر بوجودهم أكثر طوائف بني آدم وعزا شيخ الإسلام إنكار وجودهم إلى شرذمة قليلة من جهال الفلاسفة والأطباء، وقد زعم الجويني في الإرشاد أن معظم المعتزلة ينكرون وجودهم ولم أقف على من عزا إليهم ذلك غيره. وقال الأشعري في مقالاته: "وذهب إلى إنكار وجودهم ذاهبون". وقد أنكر وجودهم بعض المتأخرين من الذين يحكمون عقولهم الذين تابعوا ملاحدة أهل الكتاب كما نقل عنهم ذلك صاحب كتاب (منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير). أما رؤيتهم ففي حال تشكلهم بصورة غير صورة خلقتهم الأصلية فإنهم يرون فيها كما في قصة أبي هريرة مع الشيطان والتي سيوردها المصنف، أما صورتهم الأصلية فقد ورد عن الشافعي - رحمه الله - إنكار أن يروا بها. فروى عنه البيهقي في المناقب أنه قال: "من زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته إلا أن يكون نبياً" والله أعلم. انظر: مق - الات الإسلاميين ٢/ ١٢٧ - ١٢٨، الفصل لابن حزم ٥/ ١٢، مجموع الفتاوى ١٩/ ٣٢، الإرشاد للجويني ص ٢٧٠، منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير - ص ٦٣١ - ٦٤٧ عالم الجن والشياطين ص ٨.
(٤) سورة الجن آية (١).
(٥) في - ح - زيادة (وعقاب) وليست في الأصل ولا في شيء من مصادر الرواية.
(٦) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢/ ٤٥٦ وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص ٤٩٢ واللالكائي في السنة ٧/ ١٢١٨ وأبو نعيم في الحلية ٥/ ١٣٧ والديلمي في مسند الفردوس، انظر: فردوس الأخبار ٢/ ٢٠٠ وعزاه الهيثمي والسيوطي إلى الطبراني في الكبير، ولم أجده في المطبوع. انظر: مجمع الزوائد ٨/ ١٣٦ والجامع الصغير مع فيض القدير ٣/ ٣٦٤ وصحح الحديث العراقي والسيوطي. انظر: فيض القدير ٣/ ٣٦٤ وصححه الألباني. انظر: التعليق على مشكاة المصابيح ٢/ ١٢٠٦ وصحيح الجامع الصغير ٣/ ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>