(٢) هذا القول وهو إنكار العلم السابق بالأشياء قبل كونها أنكره غلاة القدرية، وهم القدرية المتقدمون وهم المعنيون في الحديث الذي رواه مسلم في أول صحيحه عن يحيى بن يعمر قال: "كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معنمرين فقلنا: لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فوفق نا عبد الله بن عمر داخلا المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي فقلت: أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنفن قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم براء مني والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر" ثم ذكر حديث جبريل - م. كتاب الإيمان- (ب. الإيمان والإسلام) ١ - ٣٦. وهذه الفرقة هم القدرية الغلاة وقد كفرهم الأئمة وتكفيرهم مروي عن الإمام أحمد وغيره، قال أبو بكر المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: "إذا جحد العلم قال: إن الله لا يعلم الشيء حتى يكون استتيب فإن تاب وإلا قتل". كتاب الإيمان للإمام أحمد (مخطوط) ورقة ٨٣/ب. ونقل النووي عن القاضي عياض قوله في هؤلاء الغلاة: "إنهم كافرون بلا خلاف". شرح مسلم ١/ ١٥٦، وقال ابن القيم: "اتفق السلف على كفر هؤلاء الغلاة من القدرية وحكموا بقتلهم". شفاء العليل ص ١٨٧. وذكر شيخ الإسلام أن هذا المذهب كان عليه غلاة القدرية قديما وهم قليل اليوم (أي زمن شيخ الإسلام). مجموع الفتاوى ٣/ ١٤٧، وذكر ابن حجر عن القرطبي: أن هذا المذهب قد انقرض ولا يعرف أحد ينسب إليه من المتأخرين. فتح الباري ١/ ١١٩. (٣) في - ح- (لم يصرح).