(٢) في - ح- (للبشر). (٣) يعني أن الآية تثبت أن تكليم الله للرسل إنما هو على ثلاثة أنحاء، فلو كان كلام الله مخلوقاً لا حاجة إلى هذا التقسيم حيث يكون التناول من طريق واحد وهو إرسال الرسول. (٤) هذا لازم مذهب الأشاعرة وقد صرح به كما تقدم متأخروهم، وممن صرح بذلك الجويني قال في معنى إنزال القرآن "إن جبريل - صلوات الله وسلامه عليه - أدرك كلام الله تعالى وهو في مقامه فوق سبع سموات، ثم نزل إلى الأرض فأفهم الرسول صلى الله عليه وسلم ما فهمه عند سدرة المنتهى من غير نقل لذات الكلام". الإرشاد ص ١٣٠. معنى هذا الكلام أن جبريل أدرك بطريقة ما معاني مختلطة فأفهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذه المعاني وعبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بما سماه قرآناً، فعلى هذا هو قول البشر وعليه لا فرق عندهم بين ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم من بيان الشرع وهو وحي من الله، وما يتكلم به على أنه قرآن سوى أنه يسمي هذا قرآناً وذاك لا يسميه قرآناً. ويوضح الإيجي هذا بصراحة أكثر حيث يقول عند قول المعتزلة في الكلام: "وقالت المعتزلة أصوات وحروف يخلقها الله في غيره كاللوح المحفوظ أو جبريل أو النبي صلى الله عليه وسلم وهو حادث. وهذا لا ننكره ولكنا نثبت أمراً وراء ذلك وهو المعنى القائم بالنفس". المواقف للإيجي ص ٢٩٤.