(٢) (لينزلوا لهم) هكذا في - ح-. (٣) هكذا في النسختين والكلام غير تام وإنما يتم بإضافة كلمة (علامة). (٤) في - ح- (عليه). (٥) ذكر الأشعري في المقالات عن المعتزلة في معنى الختم والطبع قولين: القول الأول: قال قائلون منهم: إن الختم من الله سبحانه والطبع على قلوب الكفار هو الشهادة والحكم أنهم لا يؤمنون، وليس ذلك بمانع لهم من الإيمان. والقول الثاني: قال قائلون آخرون منهم: الختم والطبع هو السواد في القلب كما يقال (طبع السيف) إذا صدى من غير أن يكون ذلك مانعا لهم عما أمرهم به وقالوا: جعل الله ذلك سمة لهم تعرف الملائكة بتلك السمة في القلب أهل ولاية الله سبحانه من أهل عدواته، مقالات الإسلاميين ١/ ٣٣٢، وذكر الزمخشري ي كلامه على قول الله عزوجل: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} البقرة آية (٧) أن الختم والغشاوة مجاز وليس بحقيقة ومنع أن يكن الختم وجعل الغشاوة على الأبصار من فعل الله زعما منه أن ذلك قبيح والله منزه عن فعل القبيح لعلمه بقبحه وغناه عنه وذكر في الآية خمسة تأويلات، الأول: أنه استعارة وتمثيل، أما الاستعارة فإن إعراضهم عن الحق فلا يخلص إلى قلوبهم واستكبارهم عن قبوله واعتقاده وأن أسماعهم تمجه وتنبو عن الإصغاء إليه وتعاف سماعه كأنها مستوثق منها بالختم، وأما التمثيل: فإن هذه الأعضاء حيث لم ينتفه منها بالأغراض الدينية التي خلقوا من أجلها فإنها مثل أشياء ضرب حجاب بينها وبين الاستنقاع بها بالختم والتغطية. الثاني: أن يكو هذا مثلا يضرب لمن تجافى عن الحق بمن ختم على قلبه. الثالث: أن الختم أسند إلى الله مجازا وهو لغيره في الحقيقة وهو الشيطان أو الكفر نفسه ونسب إلى الله مجازا لأنه الذي أقدره ومكنه منه. الرابع: أنه لما كانوا لن يؤمنوا على القطع ولا تغني عنهم الآيات والنذر فلن يؤمنوا اختيارا وطوعا لم يبق طريق إلى إيمانهم إلا القسر والإلجاء ثم لم يقسرهم لم يلجئهم إلى الإيمان لأن هذا ينافي الغرض من التكليف عبر عن ترك القسر والإلجاء بالختم. الخامس: هو أن يكون حكاية لما كان الكفرة يقولون تهكما بهم من قولهم: {قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ} " انتهى بتصرف. انظر: الكشاف ١/ ٢٦، ٢٨. وهذا الكلام من الزمخشري ظاهر منه تحميل الآية من التأويلات الباطلة ما لا تحتمل هروبا من القول بأن الله بيده هداية الخلق وإضلالهم، وأن الله له المشيئة والتصرف المطلق بخلقه، فقوله إن هذا مجاز وليس بحقيقة قول باطل فما المانع أن يكون حقيقة، ولا يلزم أن يكون الختم والغشاء على القلوب من جنس الأشياء المحسوسة فإن هذا منسوب إلى الله جل وعلا، والله لا يعجزه شيء في السموات والأرض فيجعل عليها غشاء وختما يناسبها، أما قوله إنها استعارة وتمثيل أو مثل فليس في لفظ الآية ما يدل على ذلك، وأما قوله إنه أسند إلى الله مجازا والفاعل على الحقيقة هو الشيطان أو الكافر فهذا باطل من ناحية لفظ الآية كما أن الشيطان ليس من فعله الختم ولا يقدر عليه فإن عمله هو التزيين والدعوة والوسوسة كما حكى الله عزوجل عنه {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} وقوله عزوجل على لسان إبليس: {لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأرْض} وقوله عزوجل: {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} وغير ذلك. أما ان يكون الكافر هو الذي فعل الطبع ونسبه الله إلى نفسه مجازا فهذا لا يصح على مذهب القدرية ولا يتأتى، لأنهم ينكرون أن يكون الله له دخل في فعل العبد واختياره ومشيئته، أما خلق الله له الاستطاعة والآلة إلي يعمل بها فهذه لا تصحح نسبة الفعل إلى الله على هذا الاعتبار فقط، وأما قوله إنه عبر عن ترك قسرهم وإلجائهم بالختم فغير صحيح فإن ترك القسر والإلجاء لا يسمى ختما. وليس في الآية ما يدل عليه، وأما قوله إنه حكاية عن قول الكفار فهو تأويل بعيد لا دليل عليه من الآية، انظر: شفاء العليل لابن القيم - رحمه الله - ص ٨٥ - ٩٠ فقد ذكر عنه عدة أقوال في تأويلاتهم وأجب عنها إجابة مطولة.