للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢٣ - فصل: في خلافة أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه -

وذلك أنه لما حضرت أبا بكر - رضي الله عنه - الوفاة قال: "يا معاشر المسلمين إنه قد حضرني من قضاء الله ما ترون، ولا بد لكم من رجل يلي أمركم ويصلي بكم ويقاتل عدوكم ويجمع فيكم، فإن شئتم فاجتمعتم هنا وأتمرتم، وإن شئتم اجتهدت لكم برأيي فبكوا وقالوا: أنت خيرنا وأعلمنا فاختر لنا، قال عثمان بن عفان: لقد أحضرني أبو بكر فقال لي اكتب: هذا ما عهد به عبد الله بن أبي قحافة آخر عهده بالدنيا وقت يسلم فيه الكافر ويبر فيه الفاجر، وثقل لسانه فلم (١) يبين عن نفسه وإغمي عليه، قال: فكتب اسم عمر، فأفاق أبو بكر، فقال لي: أكتبت أحداً؟ فقلت: خشيت الفرقة فكتبت عمر، فقال: يرحمك الله أصبت ما في نفسي ولو كتبت نفسك لكنت أهلا لها" (٢).


(١) في الأصل (فلما) وما أثبت من - ح -.
(٢) قوله: "يا معاشر المسلمين إنه قد حضرني من قضاء الله ما ترون. . . " إلى قوله: "أنت خيرنا وأعلمنا فاختر لنا" لم أقف عليه بألفاظه زإنما ذكر ابن شبة عن الحسن البصري أنه جمع الناس فخيرهم بين أن يختاروا لهم أو يختار لأنفسهم، فاختاروا أن يختاروا لأنفسهم فلم يتفقوا فجعلوا الأمر إليه. تاريخ المدينة ٢/ ٦٦٥.
أما بقية الرواية فقد أخرجها الطبري في تاريخ الأمم والملوك ٣/ ٤٢٩، من طريق محمد بن عمر الواقدي، كما ذكرها ابن شبة من عدة طرق أخرى لم يذكر إسنادها. كما أخرجها اللالكائي في السنة ٧/ ١٣٢٤ بسنده عن زيد بن أسلم عن أبيه وعن عثمان بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب. كما أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه ١٢/ ٤٦ عن عائشة - رضي الله عنها - كتابة عثمان لوصية أبي بكر - رضي الله عنهما - وقول أبي بكر لعثمان مثل ما هنا وجعلها ابن أبي شبة من فضائل عثمان - رضي الله عنه -. وإسناده هذه الرواية حسن فإن فيها عاصم بن بهدلة وهو صدوق له أوهام. انظر: التقريب ص ١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>