للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإنسان (١)، وإذا أورد الشرع بشيء من هذه الأشياء فإنما يحمل على ما تقرر في الشرع لا على مقتضاه في اللغة.

واحتجت المرجئة ومن قال إن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب دون الأعمال (٢) بالأخبار المشهورة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الجنة" (٣).

وبما روى عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرم على النار" (٤).

والجواب عن هذه الأخبار من وجهين:

أحدهما: أن نقول كما قال الزهري: "الأخبار كانت قبل نزول الفرائض والأمر والنهي" (٥).


(١) الصحيح أنه في العرف إذ ليس تحديده في هذا المعنى وارد عن الشرع، بل هو في عرف اللغة، والشرع ذكره على ما هو معروف به عند أهل اللغة.
(٢) تقدم بيان القائلين بهذا ص ٧٣٦.
(٣) أحرجه د. (كتاب الجنائز ب في التلقين) ٢/ ٥٧، حم ٥/ ٢٣٣ - ٢٤٧، والحاكم في المستدرك كتاب الجنائز ١/ ٣٥١ وفي كتاب الدعاء ١/ ٥٠٠ وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد لم يخرجاه" ووافقه الذهبي - كلهم من حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - ورمز له السيوطي بالصحة بالجامع الصغير انظر: مع فيض القدير ٦/ ٢٠٦، والألباني في صحيح الجامع ٥/ ٣٤٢ وليس في شيء من هذه الروايات قوله: "محمد رسول الله".
(٤) أخرجه م. كتاب الإيمان (ب من مات على التوحيد دخل الجنة) ١/ ٥٨، ت. كتاب الإيمان (ب ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله) ١/ ١٧ وقال: "حسن صحيح غريب من هذا الوجه"، حم ٥/ ٣١٨.
(٥) أخرج هذا الأثر عنه الآجري في الشريعة ص ١٤٦ بسنده عن عطاء بن السائب عنه قال: قال لي عبد الملك بن مروان الحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وإن زنا وإن سرق" قال، فقلت له: أين يذهب بك يا أمير المؤمنين؟ هذا قبل الأمر والنهي، وقبل الفرائض".
كما روى أيضا الآجري في الشريعة ص ١٤٤ هذا القول عن الضحاك بن مزاحم وعزاه النووي في شرح مسلم ١/ ٢١٩ إلى ابن المسيب وقد رد هذا التأويل النووي، وكذلك الحافظ في الفتح ١/ ٢٢٦ لأن بعض هذه الأحاديث الواردة في دخول الجنة لمن مات على التوحيد وردت من طريق أبي هريرة كحديث مسلم "من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة" الحديث كتاب الإيمان ١/ ٦٠ وأبو هريرة - رضي الله عنه - متأخر الإسلام بعد نزول الفرائض.

<<  <  ج: ص:  >  >>