للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٨ - فصل

ومن الأدلة المذكورة لنا أن يقال لهم: من أولى بالإلاهية؟.

من لا يكون منه إلا بعلمه ولا بعزب (١) عن علمه شيء؟ أو من يكون منه ما لايعلمه ويغيب عن علمه أكثر الأشياء؟.

فمن قولهم وقول كل قائل: إن من لا يكون منه شيء إلا بعلمه ولا يغيب عن علمه شيء أولى بالإلاهية.

قيل لهم: فكذلك من لا يريد كون شيء إلا كان، ولا يكون شيء إلا ما يريد، ولا يعزب عن إرادته أولى بالإلاهية ممن يكون ما لا يريد ويريد كون شيء فلا يكون، وعلى ذلك أجمع الناس مسلمهم وكافرهم وجميع أهل الملل بأن ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولهذا قال بعض رجاز أهل الجاهلية:

تجري المقادير على غرز الإبر … ما تنفذ الإبرة إلا بقدر (٢)

وقال لبيد: (٣)

إن تقوى ربنا خير نفل … وبإذن الله ريثي وعجل

من هداه سبل الخير اهتدى … ناعم البال ومن شاء ضل

وقال بعض أهل الجاهلية:

هي المقادير فلمني أو فذر … إن كنت أخطأت فما أخطأ القدر (٤)


(١) في - ح- (لا يغيب).
(٢) ذكر هذا البيت اللالكائي عن أحمد بن يحيى ثعلب في استشهاده بأن العرب تثبت القدر في الجاهلية. اللالكائي في السنة ٤/ ٧٠٥.
(٣) لبيد بن ربيعة بن عامر الكلابي الصحابي وهو الشاعر المشهور توفي سنة (٤١ هـ). الإصابة ٩/ ٦.
(٤) ذكر هذا لبيت والبيتين قبله اللالكائي في السنة ٤/ ٧٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>