(٢) انظر: شرح الأصول الخمسة ص ٧٧٢ - ٧٧٨ فقد أطال في بيان وجه تلقيب المثبتة للقدر بالقدرية وأنهم أليق به، وكلامه كله حول مذهب الجبرية الذين ينفون أن يكون للعبد أي تصرف وهذا لا يصدق على مذهب السلف الذين يثبتون للعبد التصرف وأنه مؤاخذ بما يفعل فيثاب أو يعاقب على فعله، وإنما يقولون: إن أفعال العباد خلق لله جل وعلا، والقاضي عبد الجبار يطلق لفظ المجبرة ويريد به الجهمية القائلين بالجبر ومن قال بأن أفعال العباد هي فعل للعبد وخلق الله، وهو قول السلف ومن وافقهم. انظر: تعريفه للمجبرة ص ٣٢٤ شرح الأصول الخمسة. وهو في كلامه على لقب القدرية يقول: قالت المجبرة وهذا يلزم المجبرة وهو لا ينطبق إلا على الجهمية، وإنما يطلق القول رغبة في التشنيع والتنفير. ولقب القدرية أليق بالمعتزلة. وألصق لأن أهل السنة يثبتون القدر والخلق لله جل وعلا، وينفونه عن أنفسهم أما المعتزلة ومن وافقهم فإنهم ينفونه عن الله جل وعلا ويثبتون لأنفسهم، ومن أثبت الشيء لنفسه أو زعم أنه يقوم به هو أولى باللقب ممن نفاه، ثم إنه ورد فيما تقدم تشبيههم بالمجوس وهذا لا ينطبق إلا على المعتزلة، قال الخطابي: "إنما جعلهم مجوساً لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس في قولهم بالأصلين وهما النور والظلمة، ويزعمون أن الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة، وكذلك القدرية يضيفون الخير إلى الله عزوجل والشر إلى غيره، والله سبحانه وتعالى خالق الخير والشر لا يكون شيء منهما إلا بمشيئته". انظر: معالم السنن بهامش مختصر سنن أبي داود ٧/ ٥٦، وانظر: لوامع الأنوار البهية ١/ ٣٠٥. وسيأتي مزيد إيضاح من كلام المصنف رحمه الله.