للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٤ - فصل

وقد (١) ذكرنا أن المؤمنين يرون الله يوم القيامة بأبصارهم ولا يراه الكفار (٢).

وقالت السالمية: "يراه المسلمون والكفار" (٣).


(١) قد تقدم ذكر هذا إجمالاً في أول الرسالة ص ٩٩.
(٢) اتفق سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان من الأئمة المهتدين بهدي سيد المرسلين على الإيمان بأن الله عزوجل يراه المؤمنون في عرصات القيامة وفي الجنة رؤية تنعم وإكرام، بل لا يعدلها نعيم ولا إكرام، فهي أعلى مراتب النعيم في الآخرة، معتمدين في ذلك على النص الصريح من كلام الله عزوجل وكلام نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وسيورد المصنف - رحمه الله - الأدلة على ذلك ومن أراد الاستزادة فليراجع التوحيد لابن خزيمة ص ١٦٧ - ١٩٧، الشريعة للآجري ص ٢٥١ - ٢٧٦، شرح اصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ٣/ ٤٥ - ٥١١، وانظر: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراج لابن القيم ص ١٩٦ - ٢٤٠.
أما رؤية الكفار لله عزوجل في القيامة فالمثبتون للرؤية على ثلاثة أقوال:
القول الأول: كبار الأئمة ومتقدموهم على أن الله لا يراه إلا المؤمنون، وأن الكفار لا يرونه، وقد روي هذا عن الحسن ومالك ومحمد بن عبد الله بن الحكم وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ووكيع وعبد الله بن المبارك والشافعي، قال شيخ الإسلام: "وعليه أكثر العلماء المتأخرين وجمهور أصحاب الإمام أحمد". انظر: اللالكائي في السنة ٣/ ٤٦٧ - ٥٠٢ - ٥٠٥، ٥١٠، مجموع الفتاوى ٦/ ٤٨٧.
القول الثاني: وهو قول ابن خزيمة: إن الله يراه من أظهر التوحيد من هذه الأمة مؤمنهم ومنافقهم في عرصات القيامة ثم يحتجب عن المنافقين فلا يروه. التوحيد لابن خزيمة ص ١٧٢.
القول الثالث: إن الكفار يرون الله يوم القيامة رؤية تعريف وتعذيب كاللص إذا رأى السلطان ثم يحتجب عنهم ليعظم عذابهم ويشتد عقابهم، وهو قول السالمية وأبي سهل عبد الله التستري. انظر: المعتمد في أصول الدين للقاضي أبي يعلى ص ٨٣ - ٢١٩، وانظر هذا القول مع أدلة كل فريق منهم في: رسالة لشيخ الإسلام ضمن مجموع الفتاوى ٦/ ٤٨٥ - ٥٠٦، وحكى الأقوال الثلاثة أيضاً ابن القيم في حادي الأرواح ص ١٩٨، وانظر: شرح العقيدة الطحاوية ص ٢١٢.
(٣) تقدمت حكاية قولهم، والسالمية هم أتباع أبي الحسن أحمد بن محمد بن سالم الزاهد البصري شيخ السالمية قال الذهبي: وكان له أحوال ومجاهدات، وعنه أخذ أبو طالب المكي صاحب قوت القلوب، وهو آخر أصحاب سهل التستري وفاة، وقد خالف أصول السنة في مواضع، وبالغ في الإثبات في مواضع، وعمر دهراً وبقي إلى سنة بضع وخمسين وثلاثمائة. العبر ٢/ ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>